بقلم الأب فادي الراعي
روما، الجمعة 28 أكتوبر2011 (ZENIT.org). – شخصان مختلفان حسب انتمائهما إلى الطبقة الاجتماعيّة. أحدهم مسكينٌ فقيرٌ على الأرض وغنيٌّ في السماء يُدعى لعازر ويَمثُلُ في أحضانِ إبراهيم،أمّا الآخر غنيٌّ على الأرض وفقيرٌ مشتاقٌ إلى الأحضانِ السماوية حيث هناك العزاء والخيرات الأبديّ “تَذَكَّر يا ٱبني أَنَّكَ نِلتَ خَيراتِكَ في حَياتِكَ، وَلَعازَرَ كَذَلِكَ بَلاياه. وَٱلآنَ فَهُوَ يَتَعَزّى وَأَنتَ تَتَعَذَّب” (الآية 25).
نَعَم في كِلا الحالتَين، نجد فقراء وأغنياء لأنَّهم جميهم أبناء الله بالرغم من اختلافهم الطبقي الاجتماعيّ. فمِن هنا، نرى أنَّ الفقير هو أغنى من الغنيّ لأنَّ غناهُ يَدومُ طوالَ الحياة الأبديّة وفَقرَهُ يتحوَّل إلى غنى أغنى من الأغنياء الذين يتوسَّلون الفقراء المتنعّمين بالغنى الذي لا يزول. ونرى أنَّ الغنيّ أصبحَ المتوسِّل والذي يَكفيه طرْفَ إصبَعَ الفقير ليبرِّدَ لسانه بسبب عذابات اللهيب “وَأَرسِل لَعازرَ لِيَغمِسَ في ٱلماءِ طَرَفَ إِصبَعِهِ وَيُبَرِّدَ لِساني، لِأَنّي مُعَذَّبٌ في هَذا ٱللَّهيب” (الآية 23).
كُلُّ هذا يُساعدُنا في مصير حياتنا، يُساعدُنا في كيفيَّة عَيشِ حياتِنا الأرضيَّة، ويُساعدُنا في التبصّر بحكمةِ استعمَالنا لخيراتنا الأرضيَّة لنَيل الخيرات السماويَّة المُعدَّة لنا من قبل أبينا السماوي الذي أعدَّ لنا مكاناً في حضن إبراهيم على مثال لعازر الذي نقلتهُ الملائكةِ إلى إبراهيم “فَنَقَلَتهُ ٱلمَلائِكَةُ إِلى حِضنِ إِبرَهيم” (الآية 22).
فالهُوَّةُ عظيمةٌ “فَبَينَنا وَبَينَكُم هُوَّةٌ عَظيمَةٌ قَد أُثبِتَت” (الآية 26)، فالقرارُ قرارُنا، والاختيار بين أيدِينا بسبب حريَّة اختيارنا وحكمة تصرُّفِنا بكلِّ ما لنا وليس لنا في هذه الحياة.