بقلم مارين سورو
روما، الاثنين 24 أكتوبر 2011 (ZENIT.org) – ينظّمُ الفاتيكان مؤتمراً عالميّاً حول القديسة كاترينا دي سيانّا بمناسبة مرور 550 عاماً على تقديسها. قديسةٌ ذاتُ إيمانٍ راسخ جعل منها " أُماً روحيَّةً للكثير من المسيحيين"، حسب قول الأب برنارد آردورا، رئيس اللجنة الحبريّة للعلوم التاريخيّة، خلال المؤتمر الصحافي الذي أُقيمَ لتقديم هذا المؤتمر.
إنًّ هذا المؤتمر مُكرَّس للقديسة كاترينا دي سيانّا ولتراثها، ومُنَظَّم من قبل اللجّنة الحبريَّة التاريخيَّة، بالتعاون مع رهبنة الدومنيكان، أبرشيَّة سيانّا والمركز العالمي للدراسات حول القديسة كاترينا دي سيانّا؛ تحت عنوان: "عذراءٌ جديرةٌ بالسماء. خمسة مئة وخمسون سنة على تقديس القديسة كاترينا دي سيانّا" (روما – سيانّا، 27-29 تشرين الأول 2011).
"يُعرِّفنا هذا المؤتمر على حدثٍ مهمٍّ في البحث التاريخي حول شفيعة إيطاليا، خاصةً بعد مرور عشرين عاماً على المؤتمر الكبير الذي حصل في روما سنة 1980"، حسب قول الأب آردورا. مركزاً على تاريخيَّة هذا المؤتمر حيث: "التخطي للإطار المتشدِّد في القرن الرابع عشر الذي عاصرته القديسة كاترينا، والبحث عن تراثها المُعقَّد، وذلك بفضل التحقيق المتعدِّد التخصصات، الذي سمح لنا أنْ نرى شخصيَّة القديسة كاترينا دي سيانّا؛ محلِّلاً إعادة الصياغات بين العصر الوسيط والعصر الحديث على عدَّة أصعدة: الآجيوغرافي – اللاهوتي – الأدبي والأيقوني".
يتزامن تنظيم هذا المؤتمر مع ذكرى مرور 550 عاماً على تقديس القديسة كاترينا في 29 حزيران 1461 من قبل البابا بيوس الثاني بيكّولميني: الذي "اعترف رسميّاً بالخدمة التي قدَّمتها القديسة كاترينا للكرسي الرسولي – عندما عاد البابا إلى روما من أفينيون؟" وكان "حسب توقعات السينايين والدومنيكانيين".
سيفتتحُ المؤتمر الكردينال آنجيلو آماتو، الأمين العام لمجمع دعاوى القديسين؛ وسيُعقد خلال المؤتمر أربعة جلسات يساهمون في تقديم صورة واضحة عن حياة القديسة كاترينا وعن نفوذها، مع الأخذ بالاعتبار، أنَّها كانت شبه أُميَّة بالرغم من كتاباتها التي كانت بمجملها نقلاً".
عُرفت القديسة كاترينا دي سيانّا بغزارة معرفتها خاصةً في المجال اللاهوتيّ، حيثُ أعلنها البابا بولس السادس معلمةً في الكنيسة، في 4 تشرين الأول 1970، "بسبب علويّة لاهوتها وتأثيرها في إحياء هذا العِلم".
تتمحور الجلسة الثانيّة حول ملف قداستها الذي يجعلنا نفكِّر في أشكال القداسة النسائيّة ما بين القرن الرابع عشر والقرن الخامس عشر.
لكن محور الجلسة الثالثة - حسْبَ كلام الأب آردورا - سيكون "العلاقات بين القديسة كاترينا والاحتفالات الدينيّة المختلفة في عصرها، في سيانّا وفي كلّ أنحاء إيطاليا الوسطى". ويذكّرنا أيضاً "أنَّ تأثير ونفوذ القديسة كاترينا لا يُحَدّ فقط بعمل الكرسي الرسولي خلال حياتها الأرضيَّة، بل أيضاً ما بعد موتها بفضل الاحتفالات والذكرانيات التي أقاموها الدومنيكان لها.
أما في الجلسة الرابعة "نريد أن ندرس ونحتفل القديسة كاترينا اليوم، لأنَّ ذكراها حيٌّ دائماً في كيان الشعب المسيحي ونفوذها لم يكن يوماً إلاَّ غنى للكنيسة، خاصة من خلال الآجيوغرافي والحضارة الأدبيّة بشكلٍ خاص رسائلها الرائعة"، حسب قول الأب آردورا.
في النهار الأخير من المؤتمر، في 29 تشرين الأول، سيُفتتح في سيانّا المعرض الوثائقي "كاترينا دي سيانّا وملف تقديسها"، وستُعقد الجلسة الأخيرة من المؤتمر، المُخصَّصة عن "كاترينا في الفنّ"، "لأنَّ شخصيّة كاترينا دي سيانّا تتخطى وجودها الأرضي، وتفرض قيمةً رمزيّةً قويّةً، عشيَّة السنة الإيمانيّة، حيث نتذكَّر إيمانها الراسخ التي كانت تحمله والذي جعلها " أُمٌ روحيَّة للكثير من المسيحيين".