بين البابا كيف أن المزمور مبني من أبيات قصيدة تبدأ بتذكار وتنتهي بلازمة تتكرر هي "لأن إلى الأبد محبته". ويبين المزمور كيف أن كل ما فعله الله لأجل شعبه له عنصر موحد هو حب، أمانة وحنان الرب نحو الشعب.
وأوضح أن هذا المزمور يسلط الضوء على إحدى خصائص الله التي هي "العطاء"؛ فالخلق، الذي يشكل مطلع المزمور وختامه هو فعل العطاء الأول، الذي يستبق كل الأفعال الأخرى بما في ذلك التحرير من عبودية مصر، الوصول إلى أرض الميعاد، الاستقرار، وما سوى ذلك.
وتساءل الأب الأقدس، كيف يمكننا أن نطبق هذا المزمور على حياتنا نحن البعيدين كثيرًا عن خبرة إسرائيل في الصحراء وفي ارض الميعاد
ودعا الأب الأقدس إلى الإيقان أن الأمر الأهم في هذا المزمور هو الإطار الذي يحمل المزمور من أوله إلى آخره: هذا الإطار هو إطار الخلق.
وتابع: "الخلق هو هبة الله الكبرى التي نعيش فيها، والتي يظهر لنا فيها صلاحه وعظمته. وعليه، أن نرى الخليقة كهبة من الله هو نقطة مشتركة بيننا جميعًا".
ثم شرح بأن تاريخ الخلاص في بعض أحداثه قد يبدو بعيدًا، ولكن الإطار الاساسي لهذه الصلاة الذي يتغنى برحمة الله يعدونا إلى تذكر تاريخ الله في حياتنا الشخصية والجماعية. وهذا هو الأمر المهم: أن نتذكر صلاح الرب.
فالذاكرة تضحي قوة الرجاء إذ تقول لنا بأن الله حاضر، الله صالح، رحمته إلى الأبد.
"وهكذا – تابع البابا - تتفتح الذاكرة، حتى في في الأيام والأوقات والدروب المظلمة نحو المستقبل: الذاكرة هي نور ونجم يقودنا. فنحن أيضًا لدينا ذكريات خير وحب رحيم وأبدي من قبل الله".
وأضاف الأب الأقدس مبينًا أهمية تاريخ الخلاص في بعده الشخصي فقال: "تاريخ إسرائيل بحد ذاته هو تذكار بالنسبة لنا، كيف أن الله بين عن ذاته، وخلق لذاته شعبًا. ثم صار الله بشرًا، واحدًا منا، عاش معنا، تألم معنا ومات لأجلنا. يبقى معنا في سر الافخارستيا وفي الكلمة. إنه تاريخ وذكرى صلاح الرب الذي يضمن لنا صلاحه: حبه هو أبدي. ومن ثم هناك ألفي سنة من تاريخ الكنيسة يظهر فيها دومًا ومن جديد صلاح الرب. بعد زمن الاضطهاد النازي والشيوعي المظلم، حررنا الله وبين انه صالح، وقادر وأن رحمته تدوم إلى الأبد".