يعكس الكتاب بدء من عنوانه قيام بابا المستقبل، خلال سنوات 10 مثّل فيها الكرسي الرسولي في تركيا، بدور الجسر بين عالمين، ثقافتين ودينين، ما ينطبق أيضاً على مدينة اسطنبول. وعن هذه الفترة يقول مؤلف الكتاب "كان المطران رونكاللي يدرك جيدا أن دوره التمثيلي لا يتعدى مهامه الروحية والرعوية، لكنه نجح في إظهار حضوره دائما معبرا عن تقديره وشكره للسلطات المدنية". لم تنطلق مشاعر الصداقة هذه من مجرد وجوده في تركيا بل جاءت تعبيرا عن أمله في تحقيق الأخوة الشاملة التي دعا إليها المسيح، وذلك من خلال ما ميز المطران رونكاللي ثم البابا يوحنا الثالث والعشرين من تواضع وبساطة.

قرر خلال تواجده في تركيا التقرب من هذا البلد وشعبه بشكل أفضل فتعلم التركية وبدأ استخدامها في الصلاة، ويتذكر كثيرون ما نطق به عام 44 حين قال: "لقد جاء يسوع لكسر هذه الحواجز، ومات لإعلان الأخوة الشاملة. كانت المحبة محور تعاليمه، أي الحب الذي يربط البشر جميعا به باعتباره أول الأخوة، ويربطنا وإياه بالآب".