بقلم آنيتا س. بوردين
روما، الأربعاء 2 نوفمبر 2011 (ZENIT.org) – انتهى بعد ظهر يوم الخميس 27 أكتوبر، حجّ أسيزي 2011 بالتشديد على ضرورة وإمكانية التزام المؤمنين وغير المؤمنين بالسلام والعدالة في العالم أجمع.
لقد أعرَبَ عن هذا الالتزام ثلاثة عشر متحدِّث، ومن بينِهم بطريرك القسطنطنيَّة المسكوني، برتلماوس الأول. قدَّمَ اللقاء الكردينال جان – لويس توران، رئيس المجلس الحبري لحوار الأديان، الذي أكَّد أن "السلام ممكنٌ".
كما خَتَمَ اللقاء قداسة البابا بندكتس السادس عشر بهذه الكلمات لِسَلفِه البابا يوحنا بولس الثاني الذي قالها من قبل 25 عاماً:"كفى عنف! كفى حروب! كفى إرهاب! فباسم الله فلتنشر كلُّ ديانة على الأرض العدالة والسلام، المسامحة والحياة، والحبّ!".
وتبِعَ هذا الالتزام وقتٌ من الصمت لكي يتمكَّن كلُّ واحدٍ – حسبما قال بندكتس السادس عشر – باستدعاء نعمة السلام والرغبة بها من أعماق قلبه". ومِن ثمَّ، قدَّم بعضٌ مِنَ الشبيبة شمعةً مُضاءةً لممثلي الأديان "كعربون رغبة والتزام بحَمل مِشعل السلامِ للعالم أجمع"، كما شرحَ البابا.
فخلال هذا الالتزام، قرأ الكردينال توران ما قاله القديس بولس الرسول "لا تُكافِئوا أَحدًا على شَرٍّ بشَرّ؛ إِعْتنُوا بفِعلِ الخيرِ أَمامَ جميعِ النَّاس. (...) سالِموا جميعَ النَّاسِ (روم 17:12-18). مُضيفاً:" في الصمتِ المُصليّ، في الصوم الذي هو عبارةٌ عن رغبتنا بالتطهير وعن التقرُّب مِمَن يُعاني؛ في الحج الذي جعلنا حجّاجاً نحو الحقيقة، قد وصلنا إلى القسم الأخير من احتفالنا.
"إنَّ الأمل بالسلام أعيدَ إحياؤه بالصلاة الفرديَّة و وبسماع الشهادات. فليكن كلَّ واحدٍ منَّا، عندما يعودُ إلى مجتمعه، شاهداً وحامِلاً السلام، لأنَّ السلامُ ممكنٌ، اليومَ أيضاً! بعد لحظات، نريد أن نُجدِّد التزامنا المشترك بأن لا نلتجأ إلى الحروب ولا إلى الانفصالات. نعرفُ جيّداٌ، أنَّ خبرتنا التي جدّدناها سويّاً اليوم، بمعونة الله ستجعل إيماننا يغلبُ على الشك، وأملُنا سينتصر على الخوف. فليكن السلامُ بركةً لكم جميعاً".
كما صافحَ المُشاركون بعضَهم بعضاً، مُصافحة سلامٍ، بعدَ دعوةٍ من رئيس المجلس الحبري لقسم وحدة المسيحيين، الكردينال السويسري كورت كوش، الذي خَتَمَ اللقاء بهذه العبارة:"المجدُ والشرَفُ والسلام لِمَن يبني السلام". فلنكن أداةً للسلام الآتي من الأعالي. ولنتذكَّر أنَّه ليس سلامٍ من دونِ عدالة، وليس عدالة من دون مُسامحَة. فلنختُم بإشارة سلامٍ بينَ بعضنا البعض بالاتزام بالسلام المُعلَن بأصواتٍ مُتعدِّدة، حاملينَ السلام إلى القريبين وإلى البعيدين، إلى المسيحيين وإلى الخليقة أجمع".
ومِن بعدها، توجَّه البابا إلى قبر القديس فرنسيس، يُرافقه مُمثلي الأديان. كما إنَّه شكر الذين حضَّروا اللقاء وخاصةً الفرنشسكان.
بعدها، أخذ فداسة البابا الباص الصغير، الذي حمل أيضاً حجاج "الحقيقة والسلام" حتى محطة أسيزي، لكي يصِلَ مساءً إلى حاضرة الفاتيكان.
***
نقله إلى العربيّة: الأب فادي الراعي