بقلم روبير شعيب

الفاتيكان، الأحد 25 ديسمبر 2011 (ZENIT.org). – ترأس البابا بندكتس السادس عشر مساء أمس بقداس عيد الميلاد المجيد في بازيليك القديس بطرس في الفاتيكان، وقد ألقى البابا في معرض القداس عظة تحدث فيها عن معنى عيد الميلاد وعن التحول الذي يحمله الله-الطفل-المتجسد في مفهومنا للألوهة.

انطلق الأب الأقدس في عظته من الكلمة اللاتينية التي تعود أكثر من مرة في ليتورجية الميلاد "apparuit" (ظهر، اعتلن)، معتبرًا أنها كلمة تشكل بحد ذاتها برنامجًا ومشروعًا لأنها تعبّر عن "جوهر الميلاد".

منذ الماضي الغابر قام البشر، وبأشكال مختلفة، بخلق صور بشرية عن الله. هذا وإن الله بالذات – كما تقول لنا الرسالة إلى العبرانيين – قد تحدث بأشكال شتة إلى البشر (راجع عبر 1، 1). ولكن الآن تم أمر مغاير بالكلية: لقد كشف الله عن ذاته. جاء في وسطنا: كان هذا مدعاة الفرح العميق في الكنيسة القديمة: لقد ظهر الله! لم يعد مجرد فكرة، لم يعد فكرة نفطنها من خلال الكلمات. لقد اعتلن الله!

وتساءل الأب الأقدس: ماذا ظهر من الله في اعتلانه بيسوع المسيح؟

واستشهد في جوابه بالرسالة إلى تيطس التي ترد في قداس عشية عيد الميلاد: "لقد ظهر صلاح الله... وحبه للبشر" (تي 3، 4). وبين الله أن اعتلان الله هذا، في صلب الحضارات القديمة كان اكتشافًا قويًا، كان "دنحًا" وبيانًا بكل ما في الكلمة من معنى: الله هو صلاح صافٍ.

ودعا بندكتس السادس عشر إلى الإيقان بأنه ما زال هناك في زمننا أشخاص، لم يتعرفوا على الله في وحي يسوع المسيح، وهم ما زالوا يتساءلون عما إذا كانت القوة التي تدير الكون صالحةًا حقًا، أو إذا كانت، على العكس من ذلك، قوة فيها مبدأ شرير متجذر قدر تجذر الخير والجمال!

وأكد البابا أن الميلاد إنما يأتي ليهبنا هذه "الضمانة الجديدة المعزية" عن صلاح الله وحبه للبشر.