وفي تعليمه الأسبوعي تحدث البابا في كلمته عن المعنى المسيحي للموت في ضوء قيامة المسيح كتجديد لأيماننا بالحياة الأبدية. قال البابا: حاول الإنسان دائما أن يهتم بأمواته، فكان يؤمّن لهم حياة ثانية بعد الموت من خلال إبقاء ذكرهم حيا محافظا على خبراتهم، على ما أحبوه وما خافوه وما كانوا يرجونه.
يبقى السؤال لماذا؟ يتابع البابا ويقول لأن الموت موضوع حساس في مجتمعنا، وهو يطال كل فرد منا، وأمام هذا السر يبحث كل منا في داخله عما يعزيه ويفتح أمامه أفقا جديدا ومستقبلا جديدا.
كل إنسان يشعر بخوف أمام الموت، الخوف الذي يعترينا هو خوف من العدم، خوف من الانطلاق نحو المجهول، فنرفض أن يضمحل كل ما حققناه في وجودنا على هذه الأرض، كما أننا ندرك أنه في نهاية المطاف سوف يُحاسب كل منا على أعماله لذا فخوفنا من الموت هو أيضا خوف من العقاب.
فليكن تذكار الموتى المؤمنين محطة تفكير لنا، فنفقه أن الإنسان لا يمكن حدّه على المستوى الأفقي فقط، لأنه كائن تواق نحو الأبدية ولا يمكننا فهمه إلاّ في ضوء الله، ونحن نعلم أن الله جاء وحل بيننا ويقول لنا: “أنا القيامة والحياة، من آمن بي وإن مات فسيحيا، وكل من يحيا ويؤمن بي لن يموت للأبد”.
وخلص البابا قائلا: لنستعد مشهد الصلب ولنسمع كلمات يسوع التي وجهها إلى لص اليمين من أعلى الصليب “الحق أقول لك، ستكون اليوم معي في الفردوس”. لنتذكر تلميذي عماوس كيف بعد لقائهما بالمسيح القائم من الموت خرجا ليعلنا فرح القيامة، فنستعيد بوضوح في أذهاننا كلمات يسوع القائل: “لا تضطرب قلوبكم. تؤمنون بالله فآمنوا بي أيضا. في بيت أبي منازل كثيرة ولو لم تكن، أتُراني قلت لكم أنا ذاهب لأعدّ لكم مقاما”. لقد أظهر الله ذاته قريبا منا وأحبّنا “حتى أنه جاد بابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية”، وبموت الصليب نزل إلى لجة الموت، وقام منتصرا فاتحا لنا أبواب الأبدية. فليرافقنا يسوع المسيح في عبورنا ليل الموت المظلم، هو الراعي الصالح الذي يمكننا الاتكال عليه بدون خوف ليرشدنا إلى طريق الأبدية.