بقلم روبير عشيب
الفاتيكان، الأربعاء 9 نوفمبر 2011 (Zenit.org). – توقف البابا في معرض تعليم الأربعاء في ساحة القديس بطرس على آية تتردد في المزامير في أشكال مختلفه ولكن المكنون العميق هو واحد: “نصيبي هو الرب؛ لقد قررت أن أحفظ كلماتك”. فمزمور آخر يقول الأمر نفسه بكلمات مختلفة: “الرب هو حظي وميراثي وكأسي”. وآخر أيضًا، يهتف فيه المرنم إلى الرب فيقول: “أنت ملجأي، أنت ميراثي في أرض الأحياء”.
وشرح الأب الأقدس أن هذه الكلمات تذكر بتقاسم أرض الميعاد بين أبناء شعب إسرائيل، حيث لم يتم منح قبيلة اللاويين الأرض، لأن حظهم هو الرب بالذات. فالرب يقول لهارون في سفر العدد: ” في أرضهم لا ترث، ولا يكن لك نصيب فيما بينهم، فإني أنا نصيبك وميراثك في وسط بني إسرائيل” (عدد 18، 20).
كانت تملك الأرض علامة بركة من قبل الرب للشعب، ومع ذلك، فاللاويون لم يكونوا يستطيعون التملك. لم يكن يسنح لهم التمتع بهذه العلامة الخارجية من البركة. فبما أنهم مكرسون بالكامل للرب، كان يجب أن يعيشوا للرب وحده، مستسلمين لحبه ولسخاء الإخوة، دون إرث لأن الرب هو ميراثهم.
وفي هذا المزمور، يطبق المرنم هذا الأمر على ذاته فيقول: “الرب هو نصيبي”. حبه لله ولكلمته يحمله إلى القيام بخيار جذري فيختار الرب.
من هذا المنطلق دعا الأب الأقدس إلى وعي أهمية هذا الأمر بالنسبة لنا كمؤمنين، وبشكل خاص دعا الكهنة إلى وعي أكبر لهذا التكرس المطلق للرب ولكلمته، دون الاعتماد على ضمانات أخرى. وأضاف: “على ضوء هذا الأمر يمكننا أن فهم الخيار الحر للتبتل المكرس من أجل ملكوت الله، والذي يجب إعادة اكتشاف جماله وقوته”.
وختم بالقول: “فلنسمح للرب أن يضع في قلبنا الحب لكلمته، ويهبنا أن تكون كلمة وإرادته دومًا في محور وجودنا”.