* * *
صاحب القداسة،
يسعدني وإخواني أصحاب الغبطة البطاركة أن نستقبلكم، ونحن نعقد مؤتمرنا العشرين، وموضوعه هذه السنة أوضاع المسيحيين في بلدان الشرق الأوسط، في ضوء توصيات جمعية سينودس الأساقفة الخاصة بالشرق الأوسط التي دعا إليها قداسة البابا بندكتوس السادس عشر، وعُقِدَ في روما في تشرين الأول 2010.
نشعر اليوم بحاجة كبيرة للتعاون بين الكنائس الكاثوليكية والأرثوذكسية والبروتستنتية. ونودّ أن نطرح مع قداستكم إمكانيات التعاون مع كنيسة روسيا، من أجل حفظ الوجود المسيحي في بلدان الشرق الأوسط من الهجرة وتفعيله ليكون حضوراً فاعلاً، ويظلّ في مجتمعاته، كما كان على مدى تاريخ وجوده، منذ عهد السيد المسيح والرسل والكنيسة الناشئة، مثل الخميرة في العجين:
1. بوجه الصراعات السياسية في المنطقة والاعتداءات على رعايانا، والخوف من أن يؤدّي ما يُسمّى “بالربيع العربي” إلى حكم المجموعات التي تُهدِّد بزعزعة المنطقة والعيش المشترك بين أبنائها الذي نحن نعمل من أجله بثبات.
2. بوجه الصعوبات التي يواجهها المسيحيون في المنطقة على مستوى حرية العبادة والضمير وحقوق المواطنة، علماً أننا نعمل باستمرار على تحقيق إنماء مجتمعاتنا مع المسلمين الذين في الأساس هم معتدلون.
3. بوجه الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني، والإسرائيلي – العربي وتداعياته في بلدان الشرق الأوسط، وحرمان الفلسطينيين من حقّ العودة إلى أراضيهم بموجب قرار الشرعية الدولية 194، ومن حقّهم في إنشاء دولة فلسطينية إلى جانب دولة إسرائيل بموجب القرار 191، وكِلا القرارَين صدرا سنة 1948. وكم هو خطير على المنطقة طلب إسرائيل اليوم بأن تعترف بها الأسرة الدولية “دولة لليهود”.
نشكركم صاحب القداسة على هذه الزيارة التاريخية وعلى هذا اللقاء السريع، ونأمل أن يتواصل حوارنا معكم ومع كنيستكم من أجل تعاون دائم لصالح المسيحيين وبلدانهم في الشرق الأوسط، لتظلّ الكرازة بإنجيل المسيح نور خلاص لكل إنسان، وتكون الشركة بين الكنائس، وحوار الحياة بين الأديان، والشهادة المسيحية للحقيقة والمحبة، الضمانة لمستقبل يسوده السلام والعدالة والعيش المشترك بالاحترام المتبادل والتعاون والمشاركة في الحياة الوطنية العامّة.