الفاتيكان، الجمعة 18 نوفمبر 2011 (ZENIT.org) – إنسانٌ يفكِّر في نفسه "ماذا أفعل" (13)، نتيجة تفكيره "أفعل" هذا "أَهدِمُ أَهرائي وَأَبني أَوسَعَ مِنها، وَأَخزُنُ... وأقول لنفسي... لسنين طويلة"(14-15).فالله الذي سَرَدَ المثل، نعت الإنسان الغني بالجاهل طالباً نفسه منه في الليلة نفسها (16). فكلّ ما نعدّه لِمَن يكون؟
إنَّ التفكير في النفس أمرٌ جيّد، خاصة إذا كانت نتيجته خلاص النفس من خلال الإيمان والأعمال. أمّا إذا كان التفكير في النفس هدفه تكثير الخيرات والتنعُّم بخيرات هذه الدنيا، فهو أمرٌ غير مقبول لدى الله ونتيجته واضحة، نَيل لقب "جاهل"، كما ورد في هذا الإنجيل. فإذا فكّرنا في أنفسنا ومن أجل أنفسنا، فالنفكّر في الحياة الأبديّة وليس في الحياة اللاطويلة، لأننا لا نعرف متى نسمع صوت الله قائلاً: "في هذه الليلة تطلب نفسك" (16). نعم التفكير بالنفس وبالحياة وبالأموال لعيش حياة لائقة بكرامتنا الإنسانيّة أمرٌ مهمّ، ولكن فلنتذكّر قول الله: "ليست حياة أحد بكثرة أمواله" (لوقا 12: 15).
مَن مِنّا يقبل لقب "الجاهل" أو يفتخر بما لا ليس له؟ إنَّ تلك الإنسان الغنيّ، كان همّه وعنائه وتفكيره الوحيد تكثير الأموال والغلال، توسيع الأهرائ، الاستراحة، الأكل والشرب. فبغِناه، نسيَ محبة الله له، نسيَ أنه سيأتي وقتٌ يكون قصره وملكه الأبدي الدائم والوحيد قبره.
فيا نفس، ٱستَريحي وَكُلي وَٱشرَبي وَتَنَعَّمي! (15)، ولكن انتبهي وخافي من أن تسمعي حكم الله ونعت الله لكِ بال "جاهلة"، كذاك الغني الذي أغنى ذاته بجهله. فالنوجّه حبّنا نحو الله وليس نحو هذا العالم وكلّ ما يمتلكه العالم، لأنّنا نعيش في هذا العالم الذي ليس ملكنا، متذكّراً أننا لسا من هذا العالم.