بقلم آن كوريان
كوتونو، الاثنين 21 نوفمبر 2011 (ZENIT.org) – “دعوا الأطفال يأتون إليَّ”. يمكننا أن نلخّص لقاء البابا بندكتس السادس عشر يوم السبت الماضي مع الأطفال النشطاء والشجّان بهذه العبارة التي قالها يسوع.
لقد كرَّس البابا لقاءً خاصاً مع أطفال كوتونو، يوم السبت الماضي 19 نوفمبر خلال زيارته لبنين؛ ويعتبر هذا اللقاء الأول من نوعه في زياراته الحبريّة. احتفل قداسته أولاً بالقداس الإلهي في مركز “سلام وفرح” التابع لراهبات مرسلات المحبة ومن بعدها زار رعيّة القديسة ريتا، الذي وصل إليها حوال الساعة 17,20 وسط حشود كثيفة وزينة على مدى الطريق.
استقبل البابا من قبل المسؤوليين المحليين وسط أنغام الموسيقى الأفريقيّة ووسط ترتيلة: “المجد لك، يا قائم”. أُقيم له قوس نصر من (أصفر وأبيض) على مدخل الحضانة التابعة لمرسلات المحبة حيث كان باستقباله أيضاً الكثير من المؤمنين. كما وضعت إحدى راهبات مرسلات المحبة إكليلاً من الورد على عنقه، كما كانت تفعل دائماً الأم تريزا، كعلامة لاستقبال قداسته. إنَّ مركز “سلام وفرح” يضمّ العشرات من الأطفال المشردين أو الذين يعانون من مرض ال AIDS، حيث يخدمهم ست راهبات من مرسلات المحبة.
وقد أحاط البابا عددٌ من أطفال المركز مرتدين الأبيض والأصفر، باسمين، راقصين ومرنّمين، متوجّهين نحو صالة الاستقبال في المركز بفرح وتهاليل منشدين بأعلى أصواتهم: “أهلاً بقداسة البابا فيما بيننا”؛ فتأثّر كثيراً قداسته وبدأ يصفّق هو أيضاً معهم.
عمتّ الفرحة الجميع من أطفال وراهبات ومسؤولين ومتواجدين حيث شاركوا جميعاً باستقبال البابا بندكتس السادس عشر، حيث أنَّ أصغر ما قاموا به أصبح من أكبر الأشياء لقداسته الذي غمر المولود الجديد والأطفال بحبّ وحنان.
فبالرغم من ال 84 سنة لقداسته، قد صلّى مع الأطفال والجميع “أبانا الذي في السماوات” و “السلام عليكِ يا مريم” ومن ثمِّ باركهم.
في رعيّة القديسة ريتا
بعد أن زار مركز “سلام وفرح”، توجَّه البابا نحو رعيّة القديسة ريتا المجاورة، مُحاطاً بالرقص والأغاني والموسيقى الأفريقيّة وبالأطفال حيث باركهم من جديد قبل دخوله الكنيسة. بعدها دخل الكنيسة المقدسة حيث علت هتافات الأطفال الحاملين الأعلام البابويّة وساعين بكل جهدهم لمشاهدة البابا لكثرتهم.
فعندما وصل قداسته إلى الوسط الكنيسة وجلس، سُمِعَ هتافٌ واحد ألا وهو: “البابا في بنين! توبة! البابا في بنين! عدالة! البابا في بنين! سلام!”. فأسقف بورتو نووفو، المونسنيور رينه-ماري إهوزو، انتظر عدّة دقائق لكي يلقي كلمته الترحبيّة بقداسة البابا، بعد أن طلب من الحاضرين الصمت؛ حتى إنَّه قال: “أريد صمتاً تاماً لسماع وقع الإبرة غلى الأرض”. وتكلم الأسقف باسم الأولاد قائلاً: “نحن نريد لكم كلّ خير وها نحن سعيدين جداً باللقاء معكم في هذا الوقت”. مذكراً: “أنَّ الحياة هي قيمة أساسيّة وأنَّ الأطفال نعمة من الله. وشكر قداسته على منح وقت من زيارته للأطفال ولمنحهم حبّ يسوع”. كما طلب من قداسته “أن تكمِّل الكنيسة جهدها من أجلهم وأن تكون حاملة صوتهم إلى الحكومة”.
ومن بعد كلمة الأسقف، تقدّمت الطفلة عائشة (10 سنوات) نحو قداسته وألقت كلمة باسم كلّ الأطفال. “هذه هي المقابلة الأولى لكم مع الأطفال علناً، وهذا يشرِّفنا”، هذا ما قالته الطفلة. وشكرته على إحياء الإيمان لديهم من خلال زيارته هذه قائلة: “ها نحن مستعدين لنَيل الرسالة ونحن نبادلكم بصلاتنا الجماعيّة مع كلّ الأطفال من أجل قوتكم وخيركم”. وبينما هي تتكلم، تقدم طفلان، وقدّما لوحة مذهبة لصورة البابا بندكتس السادس عشر حسب الفنّ الإفريقي.
فالبابا ذاته قدَّم تعليماً صغيراً خاصاً بالأطفال الذين غمرهم بحبّه وحنانه، محيّاً الأهالي الذي رافقوه إلى الكنيسة، خاتماً تعليمه بصلاة “السلام عليك يا مريم” ومن ثمَّ البركة.
***
نقله إلى العربيّة الأب فادي الراعي