بقلم الأب فادي الراعي، أحد مُرسلي رهبنة الفادي الأقدس
الفاتيكان، الأربعاء 23 نوفمبر 2011 – ما تزال الاضهادات تطال المسيحيين عموماً وأبناء رهبنة مُرسلي الفادي الأقدس Rédemptoriste خصوصاً، من قبل الحكومة الشيوعيّة في الفيتنام.
بعد أنْ قدَّمت رهبنة مُرسلي الفادي الأقدس العديد من أبنائها الشهداء، ومن أبرزهم الأخ مارسيل فان، خلال القرن الماضي في الفيتنام. وبعد أنْ ذُبح العديد من أبنائها على مذابحها خلال إقامة الذبيحة الإلهيّة خاصةً يوم الأحد 21 أيلول 2008، وفي السنة الماضية أيضاً. ما تزال الكنيسة وخاصةً رهبنة الفادي الأقدس اليوم أيضاً، مضطهدةً اليوم من قبل الحكومة الفيتناميّة الشيوعيّة.
ففي 03 نوفمبر 2011 الساعة 14:45، اقتحمت جماعة مؤلفة من 100 شخص كنيسة رعية “تاي ها” التابعة لرهبنة مُرسلي الفادي الأقدس، مندّدةَ بالكلام ضدّ الرهبان والكهنة المتواجدين في تلك الرعية والدير وفي الكنيسة، متعديةً بالضرب على كلّ الذين كانوا متواجدين في الكنيسة، شاتمةً إياهم بالكلام البزيئ ومن ثمَّ اعتدت على البعض جنسياً، محطّمين كلّ الأواني المقدسة ومن بعدها هدّدوا الجميع بالقتل بعد أن أوقفوا العديد منهم. كما بقي في الكنيسة وخارجها العديد من رجال المخابرات السريّة لمراقبة كلّ ما يحدث في الكنيسة وكلّ من يدخل إليها وكلّ من يتجوّل حولها، ليلاً ونهاراً، لمدة يومين.
فبعد هذا العمل “الإرهابيّ” حسبما صرّح رئيس الدير الأب متّيو فو كوي بونغ، وبعد أن أرسل الأخير رسالة للعديد من المسؤولين الروحيّين في المنطقة. عادت الجماعة ذاتها إلى الدير عينه، مهدّدةً الجميع بالقتل من جديد. وصرّحت الحكومة الفيتناميّة بأنها تقوم بذلك دفاعاً عن المجتمع، مانعةً أبناء رهبنة مُرسلي الفادي الأقدس بالقيام بأعمال إنسانيّة والمطالبين بالعدالة والحريّة منذ سنين في البلد.
لذا بعد هذه الأعمال العنفيّة، نظّمت العديد من الصلوات من شمال حتى جنوب الفيتنام بحضور الأساقفة، على نيّة أبناء رعيّة “تاي ها” وأبناء رهبنة مُرسلي الفادي الأقدس، من أجل أن يحتملوا كلّ الاضظهادات والعذابات من أجل اسم يسوع، وأن يبقوا ثابتين في الإيمان في محبة يسوع بالرغم من كلّ يحصل معهم.
إنَّ جمعيّة الصحافة الكاثوليكيّة في الفيتنام، تستنكر ما في رعيّة “تاي ها” وتطلب من المجتمع الدُولي ومن الحكومة الفيتناميّة بالأخص:
– وقف أعمال الإرهاب ضدَّ رعيّة ودير “تاي ها” التابع رهبنة مُرسلي الفادي الأفدس.
– وقف الاضظهادات ضدَّ الكنيسة الكاثوليكيّة وضدَّ كلّ الأديان الأخرى، محترمة وحاميةً دور العبادة.
– احترام القوانين الصادرة عن الحكومة عينه في القيتنام وإعادة أملاك الكنيسة الكاثوليكيّة.
– احترام حقوق الإنسان بشكلٍ خاص، ومنح الشعب الحريّة الدينيّة حسبما تنصّ وثيقة الأمم المتحدة.
كما أرسل الرئيس العام العالمي لرهبنة مُرسلي الفادي الأقدس، الأب مايكل برهل، رسالةً إلى مسؤول الرهبنة في الفيتنام، قائلاً: “نحن معجبون كلّ الإعجاب، من اهتمام أبناء رهبنتنما ومن اهتمامكم العزيم في الفيتنام، لتحقيق العدالة والسلام، خاصةً للذين يعانون من العنف، من اللاعدالة بسبب الحكم الشيوعي الذي لا يحترم حريّة الإنسان والمعتقد والدين. لقد قرأنا كلّ المقالات التي تتكلّم عن ما نعانونه من مشقات وعذابات من أجل اسم يسوع. ها نحن نحملكم في صلواتنا لكي تصبروا وتثبتوا إلى المنتهى، حاملين شعلة العدالة والسلام والحريّة لكلّ الشعب الفيتناميّ.