الفاتيكان، الجمعة 25 نوفمبر 2011 (ZENIT.org) – ذات يوم، دنى رئيس نحو يسوع سائلاً إياه: “أيها المعلّم الصالح، ماذا أعمل لأرث الحياة الأبديّة ؟ (لو 18: 18). فأتى جواب المعلّم، ليس تعليماً لخلاص النفس فقط، بل تعليماً ليكون كاملاً وأن يتبوأ مركزاً رفيعاً سامياً في السماء.
ما هذه الرغبة الشديدة والشوق الحار في قلب هذا الرئيس لتنوير عقله بعقائد إيمانه، لنَيل الحياة والسعادة الأبديّة! ما هذا التواضع لرئيسٍ يجروأ أن يدعو شخصاً آخرى معلّم! ما هو المتسطاع لدى الإنسان، وهل من شيءٍ غير مستطاع لدى الله؟
حفظ الوصايا فقط، أمرٌ جيّد، لكن تطبيقها (الآية21) وترك كلّ شيء وتوزيعه على الفقراء واتباع يسوع (الآية 22) أمر جيّد جدّاً. فالمعلّم الصالح، صاحب كلّ صلاح ومحبة وواضع الوصايا والقادر على كلّ شيء، ساعد وعلّم الرئيس لسلوك طريق الحياة الأبديّة مقدِّماً له سُبُل الخلاص والكمال التي تكتمل باتباع يسوع المسيح المعلّم الصالح.
ليس من السهل دخول ملكوت السماوات، حسب كلام يسوع، لأنَّه يتطلَّب منّا أنْ نعمل، أن نقوم، أن نتمّم وأن نمارس ما يطلب منّا الله بكامل حريّتنا ومسؤوليتنا لتلبيت طلبه، ويتطلّب مّنا أيضاً أن نعمل إرادة الله الآب، متذكرين قول يسوع: “لكن الذي يعمل إرادة أبي الذي في السماوات هو يدخل ملكوت السماوات (متى7: 21). لكنه من السهل “أن يدخل جمل في ثقب الإبرة من أن يدخل غنيّ ملكوت السماوات” (الآية 25). أي كلّ شيء مستطاع لدى الله (الآية 27).
فلنتجأ إلى الكلّي الصلاح بتواضعٍ كذاك الرئيس، سائلين إياه وصاغين إلى تعاليمه، تاركين كلَّ همٍّ دُنيويّ لنستقبل ونتبع ملك الكلّ الذي يستقبلنا في ملكوته السماوي. به نقدر على كلّ شيء ومن دونه نكون لا شيء.