القاهرة، الاثنين 14 نوفمبر 2011 (Zenit.org). – احتفلت كلية العلوم اللاهوتية والإنسانية للأقباط الكاثوليك في مصر بعيد شفيعها  القديس لاون الكبير، وقد ترأس الاحتفال غبطة البطريرك الكاردينال  انطونيوس  نجيب بطريرك الإسكندرية للأقباط الكاثوليك ، ولفيف من الآباء المطارنة والأساقفة والرهبان والراهبات ، كما شارك في الاحتفال سفير دولة الفاتيكان في مصر رئيس الأساقفة مايكل فيتزجيرالد .

شهد الاحتفال عدة مناسبات ، إذ ارتدى عدد من الاكليريكيين الثوب الاكليريكي الرسمي " الأسود " ، كما  قام الأب البطريرك بسيامة عدد من الاكليريكيين  على رتبة القارئ والرسائلي ، وسط حبور وسرور من أهالي الاكليريكيين الذين جاؤوا للمشاركة في هذا الاحتفال من كافة محافظات الجمهورية .

في عظة القداس الإلهي تحدث الأب البطريرك عن الدور الهام للتجرد من الذات بالنسبة للمكرس والمقبل على مسيرة العمل الكهنوتي وكيف انه يجب أن يكون على مثال يسوع متجردا من كل شيء ومعطي لكل ما عنده للآخرين .

و أشار في عظته إلى سمو دعوة المسيحيين جميعا بأن يكونوا تلاميذاً للمسيح وأن يحملوا هذه الشهادة إلى العالم أجمع (شهادة حياة وحب وسلام) وتمنى للإكليريكيين المرتسمين المزيد من التقدم والنمو في مسيرتهم وأن يثبت الله أقدامهم في دعوتهم المقدسة، مؤكداً أن العالم اليوم ومصرنا بالذات في هذه الأيام تحتاج إلى كهنة ورسل قديسين.

من جهته أكد الأب الدكتور شنودة شفيق رئيس الكلية الاكليريكية في كلمته على أن الاحتفال بعيدُ شفيعِ الإكليريكيّةِ "القديسِ لاون الكبيرِ"، يدعونَا لنعيشَ حياةَ الفرحِ الحقيقيِّ إذْ يقولُ في خطبتِهِ الأولى على ميلادِ سيّدِنَا يسوعَ المسيحِ: فلنفرحْ. ليسَ هناكَ مكانٌ للحزنِ في اليومِ الذي وُلِدَتْ فيه الحياةُ. إنَّها تَهدِمُ خوفَ الموتِ، وتملأُنَا بالسعادَةِ، في رجاءِ الوعودِ الأبديّةِ. لا يُستَبعَدُ أَحَدٌ من المشاركَةِ في هذهِ السعادَةِ، لأنَّ باعِثُ الفرحِ مشتركٌ للجميعِ... ليفرَحْ القدِّيسُ لأنَّ المكافأةَ قريبَةٌ، وليبتَهِجْ الخاطئُ لأنَّ المغفرَةَ متاحَةٌ لَهُ". 

كما أشار الأب الدكتور شنودة شفيق في كلمته التي أعقبت القداس الاحتفالي وأثناء الحفل الذي أعقب الصلاة  إلى كلمات الحبر الأعظم البابا بندكتوس السادس عشر والتي وجهها قداسته إلى الإكليريكيّينَ القادمينَ من العالمِ أجمعِ، أثناء الاحتفالِ معًهم بالقدّاسِ الإلهيّ، في مدريد بأسبانيا، خلال شهرِ أُغسطس الماضي، بمناسبةِ أيامِ الشبيبةِ العالميّةِ، فلقَدْ أوصى قداستُهُ الإكليريكيّينَ الذين يستعدّونَ لأنَ يكونوا رسلاً مع المسيح، وعلى مثَالِ المسيحِ، ورفقاء دربِ البشرِ، وخُدّامًا لهم، قائلاً: "يَجِبُ أنْ تكونَ فترةُ التنشئةِ في الإكليريكيّةِ هي سنواتُ صمتٍ روحيّ، وصلاةٍ دائمةٍ، ودراسةٍ مستمرّةٍ واندماجٍ تدريجيّ في خدمةِ الكنيسةِ الراعويّةِ، والعيشِ بفرحٍ وطاعةٍ ونفاذِ بصيرةٍ وأمانةٍ للإنجيلِ... ولا تَنسوا أنَّ لِكُلِّ حَقَبةٍ مشاكلَها، لكنَّ الله يعطي في كُلِّ زمنٍ النعمةَ الملائمةَ لمواجهتِهَا وتخطّيها بمحبّةٍ وواقعيّةٍ رسالية".

والجدير بالذكر، أنّ غبطته الأب البطريرك الكاردينال الأنبا انطونيوس و قبل ختام القداس الإلهي لفت انتباه كل الحاضرين إلى ضرورة المشاركة الفعّالة في مصير مصرنا الحبيبة في هذه الأيام: أولاً من خلال الصلاة الحارة بالاستقرار والسلام، وثانياً بالمشاركة الفعّالة في الانتخابات القادمة مؤكداً أن دور الكهنة لايجب أن يكون في أمر المؤمنين بانتخاب أشخاص بعينهم أو أحزاب بعينهم وإنما في توضيح الأمور بقدر المستطاع حتى يمكن للمؤمنين المشاركة الفعّالة في اختيار من يمثل مصلحة وطن.