بعد الصلاة في كنيسة الدير ألقى المونسنيور خواجه كلمة ترحيبيّة بإسم الراهبات تحدّث فيها عن اهميّة زيارة غبطته، وقال: "حضوركم يعزّز الأمل بأن تتجدّد دعوة هذا الدير، إنسجاماً مع رغبة الكنيسة في أن تبقى شهادة الحياة التوحديّة ساطعة في العالم، علامة لحاجة الإنسان إلى الجهاد الروحي في سبيل الكمال".

       ثم توجّه البطريرك الراعي بكلمة، مما جاء فيها: " زيارتي الأولى لدير سيدة الحقلة تحمل معان كثيرة. أولاً اريد أن أرفع صلاة الشكر للرب الذي قاد مسيرة هذا الدير مئات السنين ما يعني أن العناية الإلهيّة تريد هذا الدير وإلاّ لكان أقفل منذ زمن، ولذلك فإن الرب يوجّه اليه دعوات جديدة وأنا سعيد أن أرى في صفوفكم أخوات مبتدئات. انها نعمة سيّدة الحقلة التي تتعهّد هذه الرهبانيّة. وثانياً أودّ أن أؤكّد حجم اهتمام    الكنيسة والبطريركية بهذا الدير وبجماعته، لانه يشكل تراثاً كبيراً وعريقاً في حياة كنيستنا المارونية. فالراهبات اللواتي يعشن في أديار تتميّز بالحياة النسكيّة، الوحدة، الصمت، العيش داخل الأديار، تحملن بصلواتهنّ وبأعمالهنّ وبتضحياتهنّ كل الكنيسة. والكنيسة لا تقوم إلاّ بفضل المصلّين والملتزمين في حياتهم. لذلك أقول لكنّ شكراً على حفظ هذا التراث بالرغم من كل شيء ونحن معكم وبجانبكم، كما أريد أن أشكر كل الذين واكبوا هذا الدير في الارشاد والدعم والتوجيه من بطاركة واساقفة وكهنة ورهبان..."

واضاف غبطته : "نحن نريد أن يستمرّ هذا الدير وأن يتجدّد بإستمرار لان الرب يريده أن يستمر بعناية سيدة الحقلة. انتم في قلب الكنيسة وفي قلب البطريركية والمحافظة على هذا الدير وعلى جماعته هي المحافظة على أرث روحي ونسكي وتاريخي ورهباني كبير. لا تتعثروا في مشاكل الحياة الموجودة في كل مكان، فالجوهري هو أن نحافظ على جمال الحياة الرهبانيّة  بتراثها النسكي الذي يندرج فيه هذا الدير. ومعكم أؤكّد على شعاري "شركة ومحبة"، شركة روحية قائمة على التعاون والشهادة والشكر الدائم لله.

بعد ذلك جال البطريرك الراعي في أرجاء الدير واطّلع على حاجاته، كما زار الراهبات المسنّات الراثيات ثم ضريح المطران بطرس ديب الذي أوقف للدير عدداً كبيراً من العقارات. وحتمت الزيارة  بإجتماع عرضت فيه أوضاع رهبانيّة سيّدة الحقلة والمشاريع التي تنوي القيام بها لتعزيز الحياة الرهبانية ورسالة الدير.