بعدها أشار البابا إلى أن المؤتمرين تطرقوا خلال أعمال دورتهم السنوية إلى معنى وأهمية العقيدة الاجتماعية للكنيسة الكاثوليكية مع الأخذ في عين الاعتبار وضع اللاهوت في عالم اليوم. وذكّر بندكتس السادس عشر بأن الله أحب جميع البشر وعبر عن حبه هذا من خلال تجسد ابنه يسوع المسيح وسطر ضرورة أن يسعى اللاهوتيون المسيحيون إلى استعادة تأثير تجلي الثالوث الأقدس على واقعنا اليوم. ولفت إلى أن اللاهوت، ومن خلال الحوار المثمر مع الفلسفة، قادر على مساعدة المؤمنين على أن يدركوا أن الثالوث الأقدس هو الينبوع الحقيقي للسلام الشخصي والعالمي.
وأكد الأب الأقدس أن نقطة انطلاق اللاهوت المسيحي تمكن في قبول الكلمة المتجسد، والإصغاء لكلمة الله من خلال الكتابات المقدسة. لكن هذا الأمر وحده ليس كافيا إذ إن المؤمن المسيحي مدعو إلى عيش خبرة تلامذة المسيح الأوائل.
بعدها أشار البابا إلى أن تلامذة المسيح المخلص يعلمون جيدا أنه بمعزل عن تلبية احتياجات الأخوة والغفران والمحبة حيال الأعداء لا تستطيع أي جماعة بشرية العيش بسلام وذلك انطلاقا من خلية المجتمع الأساسية أي العائلة. هذا ثم سطر بندكتس السادس عشر حاجة كنيسة اليوم إلى التعمق اللاهوتي في سر الله، يسوع المسيح، وكنسيته كي لا تواجه الكنيسة خطر عدم عيش التناغم بين الإيمان والعقل.
وفي ختام كلمته وجه البابا لضيوفه وجميع اللاهوتيين كلمة تشجيع وسأل لهم شفاعة العذراء مريم، أم الكلمة المتجسد ومنح الكل فيض بركاته الرسولية.