بقلم روبير شعيب
الفاتيكان، الاثنين 5 ديسمبر 2011 (Zenit.org). – “إذ نعد ذواتنا للميلاد، من الأهمية بمكان أن ندخل إلى أعماق ذواتنا، ونقوم بفحص صادق لحياتنا. فلنفسح للنور الآتي من بيت لحم أن ينيرنا، نور ذلك ’الأكبر‘ الذي صار صغيرًا، ’الأقوى‘ الذي أضحى ضعيفًا”، بهذه الكلمات حض البابا بندكتس السادس المؤمنين إلى عيش خبرة زمن المجيء كخبرة اقتداء بيسوع المسيح وتجمل بمشاعره ونموذجه النيّر.
جاءت كلمات صاحب القدس في معرض صلاة التبشير الملائكي التي جمعته نهار الأحد بالمؤمنين في ساحة القديس بطرس في الفاتيكان.
ولفت الأب الأقدس إلى أن هذه المرحلة الثانية من زمن المجيء بحسب الطقس اللاتيني تسلط الضوء على شخصيتين لعبتا دورًا محوريًا في التهيئة لمجيء الرب في الزمن: العذراء مريم ويوحنا المعمدان.
يكرس إنجيل مرقس (1، 2 – 8) على شخصية يوحنا المعمدان في شخصه ورسالته فيقدم المعمدان كرجل تقشف يرتدي جلد الإبل ويقتات الجراد والعسل البري (راجع مر 1، 6).
وأشار بندكتس السادس عشر إلى أن أسلوب عيش يوحنا المعمدان يذكّر “جميع المسيحيين بضرورة اختيار الرزانة أسلوبًا للعيش”، خصوصًا في الاستعداد للاحتفال بعيد ميلاد الرب الذي – بحسب قول القديس بولس – “افتقر لأجلكم وهو الغني لتغتنوا بفقره” (راجع 2 كور 8، 9).
وبالحديث عن رسالة القديس يوحنا المعمدان، لخصها بندكتس السادس عشر بـ “دعوة مميزة إلى الارتداد (التوبة)”. معمودية يوحنا هي بمثابة “دعوة حارة لأسلوب جديد في التفكير والتصرف”.
وعليه – أوضح البابا – أن نداء يوحنا يذهب أبعد بكثير من مجرد دعوة إلى الرزانة في أسلوب العيش، يوحنا يدعو “إلى تغيير داخلي، انطلاقًا من التعرف على الخطيئة الشخصية والاعتراف بها”.
من هذا المنطلق حض الأب الأقدس المؤمنين بالقول: “إننا وإذ نعد ذواتنا للميلاد، من الأهمية بمكان أن ندخل إلى أعماق ذواتنا، ونقوم بفحص صادق لحياتنا. فلنفسح للنور الآتي من بيت لحم أن ينيرنا، نور ذلك ’الأكبر‘ الذي صار صغيرًا، ’الأقوى‘ الذي أضحى ضعيفًا”.
ختامًا، أوكل البابا مسيرة زمن المجيء إلى العذراء مريم “سيدة الانتظار”، لكي تهيئ قلب المؤمنين وحياتهم لمجيء العمانوئي، الله معنا.