القواعد الأربعة للحياة من أجل السلام في الشرق الأوسط

مداخلة للكاردينال جان-لوي توران

Share this Entry

روما، الثلاثاء 6 ديسمبر 2011(ZENIT.org). – دعا الكاردينال جان-لوي توران، رئيس المجلس البابوي للحوار بين الأديان، إلى “حلّ سريع للشرق الأوسط” وشدد على مسؤوليّة المسيحيين تجاه إخوتهم في المنطقة. وعرض  أربع قواعد للحياة  على المسيحيين، اليهود، والإسلام من أجل “السلام في المستقبل”.

تحدث الكاردينال  الفرنسيّ في ندوة، نظّمت الخميس 1 والجمعة 2 ديسمبر لدى المعهد الفرنسي في روما.

نظرا لوضع المسيحيين في الشرق الأوسط، أكّد الكاردينال توران أنّ المسؤوليّة على عاتق جميع المسيحيين في العالم: “يجب علينا زيارتهم، دعم مؤسساتهم والعمل على قضيّة استعادت العدل والسلام للحصول على حلّ سريع للشرق الأوسط”.

اقترح الكاردينال أربعة مواقف رئيسيّة لمكافحة التوترات وبالأخص “لتوعية المعلمين والمشرّعين على ضرورة عرض قواعد سلوكيّة لهذه الشعوب التي تعيش سوية منذ زمن قديم، ومن بينها:

“-إحترام الأشخاص  الّذين يريدون التدقيق في لغز الوضع البشري على ضوء دينهم؛

“- الحس النقدي الذي يسمح باختيار الحياة أو الموت، الصح أو الخطأ؛

“-الرغبة في الحريّة التي تتطلب ضميرًا مستقيمًا، وإيمانًا مستنيرًا؛

“-  قبول التعدديّة التي تجعلنا مختلفين، وبالكرامة متساوين، ورفض جميع أنواع الإقصاء وبالأخص التي تشير إلى الدين أو المعتقد.

وأضاف الكاردينال توران: “إذا استطعنا قول كل ذلك معا، فمن المؤكد أننا سنحصل على السلام في المستقبل”.

ولكن من هم “مسيحيّو الشرق الأوسط” الذين هجرتهم تدعو إلى القلق على مستقبل المنطقة؟ أجاب الكاردينال توران أنهم “بصفة عامة، الكاثوليك من غير اللاتين، الأرثوذكسيين والبروتستانت في الشرق الأدنى والأوسط. مع أقليّات في إيران، وأرمينيا، تركيا، الهند، وباكستان، وإندونيسيا وأثيوبيا. لا يعرف مسيحيّو الشرق منظمة مركزيّة مثل مسيحيّي الغرب (على سبيل المثال الكاثوليك الرومانيّين). إنها فسيفساء مؤلفة من الثقافة، واللغة وتعدد الطوائف والممارسات. لن أتحدث عن المسيحيين عامةً، بل أودّ اقتصار الحديث على المسيحيين في الشرق الأوسط لأسباب واضحة: إنهم الأقرب إلينا، وبالأخص الذين يعيشون في الأراضي المقدسة، المنحدرين من أول كنيسة في القدس”.

وأشار الكاردينال توران إلى أنّ “الأكثريّة في الشرق الأوسط هي من المسلمين” وأنّ المسيحيين “هم الأقليّة ” : “ليسوا مرتدين عن الإسلام. بل هم كما ذكرت سابقاً يتحدرون من أوّل كنيسة في القدس، وأسلافهم شهدوا على أحداث الخلاص”.

وذكّر الكاردينال بعلاقات المسيحيين مع الإسلام واليهود: “إنهم يحيطون بالأماكن المقدسة ويعطونها الحياة عبر صلواتهم وحبهم، رادعين تحولها لمتاحف. ويجمعهم بالإسلام تاريخ، لغة وثقافة منذ قرون. ولذلك فالعلاقات بين الطائفتين جيدة. وتجمعهم منذ عصور علاقات مع  الجماعات اليهوديّة واليهود من حيث إنحدارهم من إبراهيم والتعرف على إيمانهم في العهد السابق.

وقال الكاردينال توران أن مسيحيّي الشرق وبما أنهم الأقليّة “يشعرون دومًا بأنهم مواطنين من درجة ثانية”.

ولكنه أضاف هذه الملاحظة اللاهوتيّة، التي تدعو إلى اللقاء بالآخرين: “إذا اعتبرنا المسيحيّة، الإسلام واليهودية يمكننا القول إن هذه الأديان التوحيديّة تعزز التربية على اللقاء. طبعاً إننا لمختلفون ولكن يجب علينا تقبل بعضنا البعض. ويمكننا وضع قيمنا المشتركة بتصرّف المجتمع: احترام الحياة، معنى الأخوّة، والبعد الديني للوجود”. 

* * *

نقلته إلى العربية ماري يعقوب

Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير