بقلم روبير شعيب
الفاتيكان، الأربعاء 7 ديسمبر 2011 (ZENIT.org). – علق البابا بندكتس في تعليم الأربعاء الذي تلاه اليوم في قاعة بولس السادس في الفاتيكان على ما يعرف بـ “نشيد الابتهاج المسيحاني” والذي يسرده الإنجيليان متى (11، 25 – 30) ولوقا (10، 21 – 22).
هذا النشيد الذي هو عبارة عن “جوهرة” صلاة. نحن بصدد نشيد تسبيح وحمد يُعبّر عنه بالكلمة اليونانية (exomologoumai). إن معنى هذه الكلمة يذهب أبعد من الحمد، ليحمل في طياته معنيين عميقين: الأول هو “الاعتراف العميق” والثاني هو “التوافق”. وعليه يعبّر يسوع في نشيد الصلاة هذا عن إدراكه الواعي وموافقته الفرحة على هذه الطريقة بالتصرف التي تتجلى في مشروع الله الآب.
وأضاف الأب الأقدس: “إن نشيد الابتهاج هو قمة مسيرة صلاة تظهر فيها بوضوح شركة يسوع العميقة والحميمية بحياة الآب في الروح القدس”.
كما ولفت قداسته إلى أن كلمة “الآب” التي ينطق بها الرب تشكل النقطة الأساسية في هذه الصلاة، لأنها تعبّر عن وعي يسوع وثقته بأنه الابن الذي يعيش في شركة حميمية ومستمرة بالآب.
ويعبّر يسوع في الصلاة عن قبوله ومشاركته لمشروع وإرادة الآب المتمثل بـ “إخفاء “هذه الأمور عن الحكماء والوجهاء وكشفها للأطفال”، فيبين عن أن “إرادة الابن هي واحدة مع إرادة الآب”. هذا الأمر يبين لنا أن الوحي الإلهي لا يتم بحسب منطق البشر الذي يعطي الأفضلية للوجهاء، بل بحسب أسلوب الله الذي يختار الصغار.
وتساءل الأب الأقدس عن معنى أن نكون “صغارًا”، ولفت انتباه السامعين إلى “عظة الجبل” حيث يقول يسوع: “طوبى لأنقياء القلوب لأنهم يعاينون الله” (مت 5، 8) وخلص إلى القول: “إن نقاوة القلب هي التي تسمح لنا أن نتعرف على وجه الله في يسوع المسيح؛ هي أن يكون لنا قلب بسيط مثل قلب الأطفال، خالٍ من تعجرف من ينغلق على ذاته، معتقدًا أنه بغنى عن الجميع، بما في ذلك الله”.