الكنيسة هي ضمانة حب الله ضد كل إيديولوجيات الكره والأنانية

بندكتس السادس عشر يكرم تمثال العذراء مناسبة عيد الحبل بلا دنس

Share this Entry

بقلم روبير شعيب

روما، الخميس 8 ديسمبر 2011 (ZENIT.org). – زار البابا بندكتس السادس عشر ساحة “اسبانيا” في وسط مدينة روما، لكي يضع إكليل ورد لتكريم العذراء بمناسبة عيد الحبل بلا دنس. وقد جرت العادة أن يزور الأب الأقدس الساحة كل عام بمناسبة هذا العيد.

يقوم تمثال العذراء البرونزي في الساحة على عامود يبلغ علوه 14 مترًا، وقد أمر ببنائه البابا بيوس التاسع وافتتحه في 8 ديسمبر 1857.

بعد وضع إكليل الورد، ألقى البابا كلمة تحدث فيها عن التمثال فشرح أنه يصور العذراء التي يتحدث عنها سفر الرؤيا: “ظهرت آية عظيمة في السماء: امرأة ملتحفة بالشمس والقمر تحت قدميها، وعلى رأسها إكليل من اثني عشر كوكبا” (رؤ 12، 1).

ملتحفة بالشمس

شرح بندكتس السادس عشر معنى هذه الآية فقال: “هذه المرأة هي في المقام الأول مريم العذراء بالذات. فهي تظهر ’ملتحفة بالشمس‘ أي متشحة بالله: فمريم هي كلها مغمورة بنور الله وتعيش في الله”.

التحاف مريم بالشمس هو رمز لحقيقة لاهوتية عبّر عنها الملاك عندما دعاها “ممتلئة نعمة”، ممتلئة بحب الله. الممتلئة نعمة والبريئة من الدنس تشع بكل كيانها نور ’الشمس‘ الذي هو الله.

تحت قديمها القمر

أما القمر تحت قدميها فهو يرمز إلى الموت. مريم هي “مرتبطة بالكامل بنصر يسوع المسيح، ابنها، على الخطيئة والموت؛ هي حرة من كل ظل للموت وممتلئة بكليتها بالحياة. فكما أن لا سلطان للموت على يسوع القائم من الموت (راجع رو 6، 9)، كذلك، بنعمة وامتياز فريد من قِبل الله ضابط الكل، خلّت مريم الموت وراءها وتخطته”.

وتابع البابا: “هذا الأمر يظهر في سرين كبيرين من حياتها: في البدء، كونه حُبل بها من دون الخطيئة الأصلية، وهو السر الذي نحتفل به اليوم؛ و، في النهاية، عندما انتقلت بالنفس والجسد إلى السماوات، إلى مجد الله. هذا وإن حياتها الأرضية بأسرها كانت انتصارًا على الموت، لأنها عاشتها كليًا بخدمة الله في التكرس الكامل له وللقريب”.

إكليل من اثني عشر كوكبا

ثم توقف البابا على القسم الأخير من الآية فأوضح أنه يشير إلى أسباط إسرائيل الإثني عشر ويعني أن العذراء هي في محور شعب الله، ومحور كل شركة القديسين.

وهذا الرمز الأخير يدخلنا في بعد آخر للرمز، فـ “المرأة الملتحفة بالشمس” هي تشخيص للكنيسة، الجماعة المسيحية على مر الأزمنة. وهي حبلى، بمعنى أنها تحمل في حشاها المسيح ويجب أن تلده في العالم: وهذا هو مخاض الكنيسة الحاجّة على الأرض والتي يتوجب عليها أن تحمل يسوع إلى البشر، بين تعزيات الله واضطهادات العالم.

وصرح الأب الأقدس بأن الكنيسة تلقى مناهضة ومعارضة عدو شرس يمثله كتاب الرؤيا بـ “تنين كبير أشقر” (رؤ 12، 3) لأنها تحمل يسوع. وهذا التنين يسعى لابتلاع ابن المرأة ولكنه لا يفلح لأن “يسوع، من خلال موته وقيامته، قد صعد نحو الله وهو جالس على عرشه”.

بعد خسارته الدائمة في السماوات، يوجه التنين هجماته ضد المرأة – الكنيسة – في صحراء العالم. ولكن الكنيسة “تنال دومًا النور والقوة من الله، الذي يغذيها في الصحراء بخبز كلمته والافخارستيا المقدسة”، وعليه، رغم أن الكنيسة تعاني الاضطهادات، إلا أنها تنتصر دومًا، وتبقى “ضمانة حب الله ضد كل إيديولوجيات الكره والأنانية”.

ثم أردف بندكتس السادس عشر قائلاً: “إن المكيدة الوحيدة التي يجب على الكنيسة أن تخاف منها هي خطيئة أعضائها”، فالكنيسة هي قديسة ولكنها بالوقت عينه “موسومة بخطايانا” ولهذا يتوجه شعب الله الحاج إلى مريم ويطلب عونها لكي ترافقه في مسيرة الإيمان والرجاء.

Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير