روما، الجمعة 9 ديسمبر2011(ZENIT.org). – إن طبيعة مريم البشرية هي كاملة منذ الحبل بها: فهي تعلن فداء المسيح بشكل أكثر كمالا من باقي المفديين. هذا ما أعلنه لإذاعة الفاتيكان الخبير في اللاهوت المريمي الأب ستيفانو دي فيورس المونفورتاني.
وأضاف الكاهن: “إن مريم جزء من جماعة المخلّصين، فهي ليست بريئة من الدنس بقوتها الذاتيّة بل بهبة من يسوع المسيح، الذي يظهر وساطته الخلاصية عبر طريقتين: إمّا من خلال تخليص العالم من الخطيئة التي تم ارتكابها، وإمّا من خلال العصمة عن الخطيئة بقوّة أعظم، هذه القوة حالت دون ارتكاب مريم لأية خطيئة”.
أما بما يتعلّق بظهور العذراء في لورد، فلم يكن للتأكيد ببساطة على عقيدة بيوس التاسع عام 1854 ، لأنه في لحظة ظهورها في الموقع بيريرايكا، وقالت العذراء: “أنا الحبل بلا دنس” وليس فقط أنها وُلدت من دون دنس.
تابع الأب دي فيورس، “يتم اعتبار العذراء طاهرة منذ اللحظات الأولى للحمل بها، لأنها عاشت كل أيام حياتها أمينة لهذه اللحظات، ولذلك يمكننا القول إنها فعلا الحبل بلا دنس”.
وتابع بالقول أن مريم بالإضافة لكونها ولدت دون الخطيئة الأصليّة، “عاشت طيلة بانسجام مع هذه الهبة الأولى التي مكنتها من تمثيل الحبل بلا دنس”.
وابتداء من سفر التكوين – تحديداً بما يسمى إنجيل الخلاص الأولي – يتم تصوير مريم بشكل مسبق، حيث يلعن الله الشيطان الذي، يخدع بزي حية المرأة الأولى حواء: ” وأجعل عداوة بينك وبين المرأة وبين نسلك ونسلها فهو يسحق رأسك وأنت تصيبين عقبه” (تك 3، 15).
اختتم الأب دي فيورس بأن فهمنا للنبوة هذه يتم عبر عقيدة الحبل بلا دنس، فبفضلها “يتحقق هذا الإعلان النبوي في الإنجيل الأولي حيث اتحدت مريم بالمسيح بالنصر على الشيطان وبذلك على كل خطيئة، حتى على الخطيئة الأصليّة”.