الفاتيكان، الثلاثاء 12 ديسمبر 2011 (ZENIT.org). –”الأرض أعطت غلّاتها. يباركنا الله إلهنا” (مز 67-6): هذا ما جاء في مزمور قراءات القدّاس الاحتفالي للبابا بندكتس السادس عشر البارحة بعد الظهر في كاتدرائية القديس بطرس، بمناسبة عيد سيّدة غوادالوبي.
أراد الحبر الأعظم عبر هذه الكلمات، التأكيد على نجاح التبشير في جميع أنحاء القارة الجديدة، وخاصةً بعد 1531، عام ظهور عذراء غوادالوبي، والاحتفال بمناسبة الذكرى المئويّة الثانية لاستقلال بلدان أميركا اللاتينيّة.
ترأس القداس الاحتفالي البابا مع الكاردينال ترشيزيو بيرتوني أمين سر دولة الفاتيكان،وعميدمجمع الأساقفة ورئيس اللجنة الحبريّة لأميركا اللاتينيّة، الكاردينال ريموندو دمشينو أسيس.
وقال البابا في العظة: “إن خليفة بطرس لن يسمح بانتهاء هذه المناسبة دون التأكيد على فرح الكنيسة بهبات الله الوفيرة، لتلك البلاد التي خلال هذه السنوات لم تكف عن الصلاة لمريم الكليّة القداسة”.
ثم توقف الحبر الأعظم على نشيد التعظيم، الذي هو نشيد ” شكر لملء النعم التي تنبع من مشروع الله الخلاصي”، كما ورد في تعليم الكنيسة الكاثوليكيّة (2619). وهو عبارة عن “لفتة امتنان وتواضع لأمته”، التي صنع بها الله العظائم “مظهرا حبه للبشر، وبالأخص للذين يواجهون صعوبات”.
إن الربّ جدير بالتسبيح “للعجائب التي صنعها في حياة شعب أميركا اللاتينيّة والعالم بأسره” بفضل والدة يسوع التي، تلفظت “بالنعم”، “وأظهرت للإنسان حبّ الله”.
خاض البابا في أعماق الواقع، مشدداً على “مسار التكامل الذي يتحرّك في هذه القارة العزيزة” و”للدور الرائد الذي بدأ في الظهور على صعيد عالمي”.
لهذا السبب، أعرب البابا عن أمله في أن تحافظ شعوب أميركا اللاتينية “على غنى عقيدتها وديناميّتها التاريخيّة-الثقافيّة، والدفاع الدائم عن الحياة منذ الحمل بها وحتى ساعة الموت”.
وحثّ على حماية الأسرة “في طبيعتها الأصيلة” وعلى السعي لتحقيق الأهداف التعليميّة التي “تعّد الناسمباشرةًوتجعلهم على يقين من قدراتهم لكي يواجهوا مصيرهم بشرف ومسؤوليّة”.
ثم ذكر بندكتس السادس عشر بكلمات سلفه الطباوي، يوحنا بولس الثاني، الذي دعا في عام 1983، في أبريسيدا، إلى إيمان متجذر “بعمق كبير في قلوب شعوب” القارة الجديدة، لكي يتضاعف عدد “التلاميذ والرسل” لخدمة هذه الأرض لـ “إنماء الخير، ولانتصار الحب وانتشار العدالة”.
وأكّد الحبر الأعظم على عزمه بالقيام برحلة رسوليّة إلى المكسيك وكوبا، قبل عيد الفصح المقبل: والهدف هو “إعلان كلمة المسيح، والتأكيد على أنه زمن ثمين للتبشير مع إيمان كبير، ورجاء حيّ،ومحبة متقدة”.
واستدعة البابا شفاعة العذراء سيّدة غوادالوبي لأجل شعب أميركا اللاتينيّة، وأعرب البابا عن أمله بأن تقدم العذراء “نماذج بطوليّة للفضيلة المسيحيّة” ومثالا للـ “التبشير الجديد”.