الأردن، الأربعاء 14 ديسمبر 2011 (Zenit.org). – “كل زيارة إلى مكان مقدّس للتعبّد والصلاة هي رحلة حج مثيرة”، هذا ما قاله الدكتور كريستيان روتيزهاوس اليسوعي، الذي حلّ مع ثلاثة رفقاء مشياً على الأقدام من بلده سويسرا. ويضيف كريستيان الذي يدير معهد لاسال للروحانية والحوار والقيادة في سويسرا: إننا نسير منذ ستة أشهر مشياً يومياً على الأقدام بهدف الوصول بعد أيام إلى القدس الشريف، ولكن إقامتنا في الأردن لم تكن ممراً وعبوراً، وإنما هي مناسبة للتعرّف على مدار ثلاثة أسابيع على هذا البلد الغني بموارده الطبيعية والعابق بالقداسة في الأماكن التاريخية والأثرية التي وقفنا عندها بكل سرور وتأثر.
ويشارك كريستيان في مسيرته الدكتور فرانس مالي، أستاذ التاريخ الكنسي في كلية اللاهوت في جامعة فريبورج، والسيدة هيلجارد ايلبي من المكتب الإداري لأبرشية القديس جال، والسيدة ايستر ريثمان المساعدة الرعوية. وانطلق الوفد في رحلة المشي منذ الثاني من حزيران الماضي من بيت لاسال في سويسرا المركزية، ومن المتوقع أن يصلوا في الرابع والعشرين من الشهر الحالي، أي عشية عيد الميلاد المجيد إلى بيت لحم للصلاة واللقاء مع العائلات الفلسطينية، وكذلك مع الحجاج القادمين من مختلف أنحاء العالم. وسيعقد مؤتمر دوليّ في القدس بالتعاون بين معهد لاسال ومؤسسة مار الياس للعيش المشترك بين الأديان في القدس.
وفي لقاء للوفد في عمّان مع الأب رفعت بدر (مدير الإعلام في البطريركية اللاتينية) تحدثوا حول الأهداف التي يرجونها من رحلة الحج التي يقومون بها بالرغم من سنيهم المتقدّمة نسبياً، وهي تعميق للروحانية في الوقوف عند الأماكن الدينية والتاريخية، ومحاولة لتقريب وجهات النظر ودعم مبادرات الحوار بين الأديان وبخاصة بين المسلمين والمسيحيين في منطقة الشرق العربي والأرض المقدسة، كما هي صلاة وتعزيز لمسيرة السلام والعدل في الشرق الأوسط وبخاصّة في فلسطين.
وعن الأردن ومكانته الدولية والتاريخية، قال أعضاء الوفد إن هذا البلد العربي معروف في الكتاب المقدس وله اليوم مكانته التاريخية ودوره السياسي المتميّز. إن القيادة الهاشمية قد وضعت الأردن على خارطة الدول المؤثرة عالمياً، وهو بلد يتميّز بجمال الطبيعة والأماكن الأثرية البالغة الأهمية، كما أن العيش المشترك بين السكان وبخاصة الألفة بين المسيحيين والمسلمين هي مناسبة للتعلم والاستفادة من هذه الخبرة لوضع آليات جديدة للحوار الديني وحوار الحياة المميّز والمتقدم في الأردن. وأضافوا: هذه الأسابيع تدعى بزمن المجيء وهو الزمن السابق لأعياد الميلاد المجيدة، وان بقاءنا هنا قد جعلنا نتعرّف أكثر على الجماعات المسيحية والكنائس الحية في الأردن وسررنا كثيراً بالحضور المسيحي المشرق من خلال الأفراد والمؤسسات العاملين من أجل مصلحة المجتمع، وأشادوا بحرية العبادة التي يكفلها الدستور الأردني، كما عبّروا عن سرورهم لحالة الصداقة والتعاون التي تربط الشعبين الأردني والسويسري.
وبدوره ثمّن الأب بدر للحجاج الأربعة هذه المبادرة الطيّبة وتمنّى لهم زيارة حج مباركة، كما تحدّث إليهم عن تاريخ وحضور المسيحيين في الأردن، منذ أقدم العصور، وكذلك عن المشاركة المسيحية الحالية في مختلف نواحي المجتمع الأردني.
وعلى موقع الانترنت الخاص بمركز لاسال، ينشر الحجاج الأربعة يومياتهم ويبثون فيها تأثرهم وتأملاتهم بما يشاهدونه يومياً. وقد افرزوا للمطاعم الأردنية الشعبية مكانة بارزة، وشجعوا أقاربهم وأصدقاءهم في سويسرا على زيارة الأردن والأماكن المقدسة.