زحلة، الجمعة 16 ديسمبر2011 (ZENIT.org). – ننشر في ما يلي رسالة الميلاد للمطران عصام يوحنا درويش رئيس أساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك.
* * *
المطران عصام يوحنا درويش
بنعمة الله
رئيس اساقفة الفرزل وزحلة والبقاع
للروم الملكيين الكاثوليك
إلى الكهنة والشمامسة وخدام الهيكل
إلى الرهبان والراهبات ومؤمنات ومؤمني أبرشيتنا
المباركين والمحبوبين من الرب
رسالة الميلاد 2011
يسرني جدا أن أتوجه إليكم في رسالتي الرعوية الثانية ورسالتي الميلادية الأولى منذ توليتي راعيا لهذه الأبرشية المباركة متمنيا أن تقضوا هذا العيد وأنتم ترفلون بالخير والبركة وأن يعمّ السلام الذي أتانا به طفل المغارة وملك الملوك ورب السماوات، قلوبكم وحياتكم وأن يهبَ لبنان والعالم العربي الاستقرار والتآخي بين شعوب المنطقة.
كما يسرني أن أعبر لكم عن محبتي ورغبتي وتصميمي بالعمل معكم من اجل أن نكون واحدا بالمسيح، نُنشد معا النشيد الذي طالعنا به ملائكة السماء وهم يزفون إلينا خبر ولادة الطفل الإلهي “المجد لله في العلى وعلى الأرض السلام وفي الناس المسرة”، إنه نشيد الفرح والسعادة والرجاء. وسنتمكن من ان نذهب مع الرعاة إلى المغارة لنسجد لهذا الطفل الفقير المقمّط “تجدون طفلا في قُمطٍ موضوعًا في مذود” (لو2/11) ومن خلال إيماننا سنرى ونعاين ونكتشف أنه المخلص الذي حلّ بيننا وصار إنسانا مثلنا. إنها طريقة الله في التعبير عن فائق محبته بأن يأتي إلينا طفلا فقيرا، بسيطا، معوزا ومتواضعا ليعلمنا أن ملكوته هو ملكُ المتواضعين والفقراء والذين لا يخافون من بذل ذواتهم من أجل سعادة الآخرين.
في ليلة الميلاد صنع الله السلام. فترنيمة الملائكة تُبشرُ البشر بأن السلام صار في متناول حياتهم شرطَ أن يذهبوا ويسجدوا للكلمة الذي “صار بَشَرًا، وسكنَ بينَنا وقد رأينا مجدَهُ” (يوحنا1/14) وقد أعاد يسوع إلى أذهاننا في موعظة الجبل بشارة الملائكة للرعاة عندما قال “طوبى للمساكين بالروح وللفقراء والجياع.. ولصانعي السلام، فإنهم أبناء الله يُدعَوْن” (متى5/1011). أليست رسالة المسيحية دعوة إلى السلام بين الله والإنسان وبين الإنسان وأخيه الإنسان؟ لكن السلام الحقيقي يتطلب تضحية وبذلا للذات وترفّعا عن الأنانية والمصالح الشخصية وتقربًا دائمًا من الله ومحبةً فائقة تذهب إلى حد الصلب. من أجل ذلك صرنا نفهم ونؤمن بأن رسالة المسيح الخلاصية انتهت على الصليب فصلبه كان مبعثا للسلام كما قال بولس الرسول “إنّه سلامُنا، هو الذي جَعَلَ مِنَ الشَّعْبَيْنِ واحِدًا، إِذْ نَقَضَ الحائِطَ الحاجِزَ بَيْنَهما، أَيِ العداوة (أفسس 14:2-17) نعم إن السلامَ صُنعَ بامتياز على الصليب.
أيها الأحباء!
ندعوكم لتكونوا صانعي سلام فيما بينكم وفي بيوتكم وفي وطننا لبنان، ندعو أيضا القادة والسياسيين ورجال الحكم إلى أن يفعلوا ما بوسعهم لكي يسود السلام والتفاهم في ما بينهم “وإله المحبةِ والسلامِ سَيكونُ مَعَكُم”. تعالوا لنسير معا ببساطة الرعاة، نحو مغارة بيت لحم لنشاهد الطفل الذي صار صغيرا وفقيرا من أجلنا، ولنطلب من مريم العذراء أن تكون نجمتنا فترشدنا إلى الحقيقة إذ بواسطتها صار الله جسدا، ونصب خيمته في وسطنا ولننشد معا: “المسيح ولد فمجدوه”.