بقلم روبير شعيب
روما، الاثنين 19 ديسمبر 2011 (ZENIT.org). – العدالة والرحمة، العدالة والمحبة هي أمور مختلفة فقط في منظورنا البشري، أما بالنسبة الله فالأمر غير ذلك: في الله هناك تطابق بين العدالة والمحبة.
هذا ما قاله بندكتس السادس عشر خلال زيارته أمس الأحد إلى سجن ريبيبيا في روما، متحدثًا إلى المساجين والعاملين في السجن.
فقد تحدث الأب الأقدس عن موقف الكنيسة من مسألة السجون فذكّر بدعوته إلى ضرورة توجيه تدابير السجون نحو إعادة التثقيف وإحلال العدالة، والتي كان قد وجهها في الإرشاد الرسولي “موهبة إفريقيا” الذي سلمه مؤخرًا في بنين.
وشدد قداسة البابا على أنه لا يجب أن يكون ذنب المساجين مبررًا لسحق كرامتهم. فالمساجين “هم أشخاص بشريون يستحقون، بالرغم من جرائمهم، أن نعاملهم باحترام وكرامة”.
رغم أن هناك فرق شاسع بين العدالة الإلهية والعدالة البشرية، فلا بد لهذه الأخيرة أن تنظر إلى العدالة الإلهية لكي تستنير منها مدركة الروح العميق الذي يحركها، لكي تتحاشى السقوط في تهميش المذنب كمرذول.
هذا وأوضح البابا أن ما يميز العدالة الإلهية التي “تعلن العدل بقوة” هو أنها في الوقت عينه “تداوي الجراح ببلسم الرحمة”.
وقدم الأب الأقدس مثل أُجراء الكرم (مت 20، 1 – 16) لكي يوضح تلازم العدالة والرحمة في عمل الله. فهذا المثل الذي يعامل فيه رب الكرم أجراء الساعة الأخيرة مثل أجراء الساعة الأولى يولد جدلاً بين العاملين، الذين ينظرون إلى سخاء رب الكرم كأنه ظلم. “ما يبدو في المنظور البشري كظلم جليّ، إنما هو عمل صلاح في منظور الله، لأن العدالة الإلهية تعطي لكل شخص ما يحق له، بما في ذلك الرحمة والغفران”.
وأوضح الأب الأقدس أن العدالة والرحمة، العدالة والمحبة هي أمور مختلفة فقط في منظورنا البشري، أما بالنسبة الله فالأمر غير ذلك: في الله هناك تطابق بين العدالة والمحبة، “ما من عمل عادل إلا ويكون عمل رحمة وغفران في آن، وما من عمل رحمة إلا ويكون عادلاً بالكمال”.
