باكستان: سجينة قانون التجديف تغفر للواشين بها

رغم أنها تقضي الميلاد في السجن بين الترهيب والتعذيب

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

بقلم روبير شعيب  

روما، الثلاثاء 20 ديسمبر 2011  (ZENIT.org). – يبدو مستحيلاً تصور المعاملة التي تتعرض لها السجينة المسيحية آسيا بيبي، التي أضحت مشهورة – وللأسف – لأنها وقعت ضحية قانون التجديف في باكستان، الذي يصفه البعض بالقانون الأسود. ينص القانون المذكور على الحكم بالإعدام على كل من يُتهم بالتجديف على الدين الإسلامي ورموزه، وقد كثرت الأنباء حول سوء استخدام مفرط لهذا القانون من قبل العديد من المسلمين الذين وشوا زورًا بمسيحيين وتسببوا بسجنهم.

يستحيل الاضطلاع بتفاصيل مجريات التعذيب والحياة اليومية في السجن، ولكن بكل تأكيد يمكننا أن نتكهن بأنها وحشية وغير إنسانية نظرًا للحالة التي تظهر فيه المرأة لدى اللقاء بزوارها.

يصفها مراسل آسيانيوز، جبران خان قائلاً: “تظهر آسيا مرهقة، وتبدو أكبر بكثير من سنها الحقيقي (46 عامًا)، هي ضعيفة جدًا، وتكاد لا تستطيع الوقوف على قدميها. تدخل إلى القاعة المخصصة للقاءات يرافقها حارسان، وتظهر تائهة يهيم طرفها يمينًا ويسرة؛ تعيش خلال اللقاء سلسلة مختلفة من المشاعر، فتارة تبكي، وطورًا تبتسم، وأحيانًا تغوص في صمت مديد. نبرة صوتها ضعيفة، وفي الدقائق الأولى من اللقاء لا تستطيع أن تدرك إذا ما كان أعضاء وفدنا أصدقاء أو أعداء. تتوقف عن الكلام عندما يدخل إلى الصالة أحد الحراس، وعندما يُطرح عليها السؤال بشأن الطريقة التي يعاملها فيها حراس السجن، تغضّ الطرف، تتحاشى الجواب وتغوص في صمت عنيد”.

هذا وقد جمعت آسيا نيوز بعد الأجوبة من آسيا، تبين كيف أن هذه المرأة المسيحية المؤمنة ما تزال تحمل في قلبها – بالرغم من ثقل الصليب – وقع رجاء القيامة.

فقد اعترفت آسيا أنها تستمر في الصلاة والصوم من أجل عائلتها، وعبّرت عن شوقها الصادق والعميق للرجوع إلى عائلتها من جديد ومعانقة بناتها الخمس.

كما ووجهت نداءً إلى المسيحيين في العالم أجمع لكي يصلوا حتى تستطيع الرجوع إلى عائلتها، شاكرة الجميع لأجل صلواتهم.

كما وشرحت أنه بعد ذلك اليوم الرهيب، يوم التاسع من يونيو عندما ألقي القبض عليها تعيش في نوع من جحيم أرغمها على فقدان معنى مرور الأيام والأشهر.

وجوابًا على السؤال عما إذا كانت قد غفرت لمن وشى بها قالت: “في أول الأمر لم أغفر، لم أستطع ذلك… ولكن، رغم أني أمّية، إلا أني مسيحية في العمق، وديني قد علمني قيمة الغفران. في بادئ الأمر، عندما رموني في السجن كنت غاضبة وكنت أتخيل الانتقام، لأنهم انتزعوني من عائلتي. من ثمّ، بدأت بالصلاة والصوم، وقد يبدو الأمر غريبًا، إلا أني أدركت أني غفرت للأشخاص الذين اتهموني بالتجديف. هذا فصل من حياتي أود كثيرًا إغلاقه ونسيانه”.

وعندما تدرك أن اللقاء قد شارف على نهاية، يخبرنا مراسل آسيانيوز: تبدو آسيا بيبي وكأنها مرعوبة على فكرة أن وجوهًا صديقة ستفارقها من جديد وتسأل: “متى ستعودون لزيارتي؟”، وتضيف: “ماذا ستفعلون الآن؟”، ثم ترفع نبرة صوتها وكأنها تصرخ طالبة المعونة: “متى سيتم إطلاق صراحي؟”.

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير