روما، الأحد 25 ديسمبر 2011 (ZENIT.org). – نعْلَمُ أنه عامل كالملايين من الرجال في العالم أجمع؛ ذات عمل متعب ومتواضع اختاره الله الذي أراد التجسد والعيش لثلاثين عاما كواحد منا. ويقول الكتاب المقدّس بأن يوسف كان حرفيّاً.
شخصيّة عظيمة
تظهر الكتابات الإنجيليّة الشخصيّة الإنسانيّة العظيمة ليوسف: فهو لا يظهر ضعف أو جبن في أي ظرف في الحياة ، ولكنه يواجه المشاكل، ويتقبل بمسؤوليّة ومبادرة المهام الموكل بها.
وإني غير موافق على التصوير التقليديّ للقديس يوسف كرجل عجوز، رغم أدراكي لحسن النيّة المؤكدة على بتوليّة مريم الدائمة. إنّي أتخيله شاب، قويّ، على الأرجح أكبر من العذراء بسنين قليلة، ولكن في ملء العمر والقوّة الجسديّة.
الطهارة تولد من الحب
لا حاجة لانتظار الشيخوخة أو لفقدان الحماس لممارسة فضيلة العفّة. يولد النقاء من الحب، وقوّة الشباب والسعادة ليست عقبة أمام الحب النقي. وعندما عقد يوسف زواجه مع مريم كان شاب القلب والجسد، وعرف سرّ أمومتها الإلهية، وعندما عاش بجانبها محترما النزاهة التي عهد الله بها للعالم كعلامة لمجيئه بين البشر. ومن لا يمكنه فهم حبّ كهذا يعني أنه على علم قليل بالحب الحقيقي ويجهل كليّا المعنى المسيحي للعزوبيّة (العفة و الطهارة).
العمل كل الأيام
إذا، إن يوسف كان حرفيا من الجليل، رجل كالآخرين. وماذا يتوقع من الحياة أحد سكان قرية نائية مثل الجليل؟ العمل ولا شيء سوى العمل؛ كل الأيام، دائما بنفس القوّة. وبعد انتهاء النهار، بيت فقير وصغير، لجمع قواه للبدء بالعمل في اليوم التالي.
فاسم يوسف بالعبرانيّة يعني الله سيضيف ويزيد. يضيف الله بعدًا غير منتظر على حياة القداسة للذين يعملون بمشيئته: بعدٌ مهمٌ حقًا، يعطي معنى لكل الأشياء، وهو إلهيّ. لقد أضاف الله إلى حياة متواضعة ومقدسة كحياة يوسف وحياة مريم العذراء حياة يسوع ربنا.لا يستطيع أحد أن يزايد على سخاء الله. وكان يمكن ليوسف أن يجعل خاصته كلام مريم، زوجته: “إن القدير صنع بي العظائم”… “لأنه نظر إلى تواضعي”.
رجل اعتمد الله عليه
في الواقع إن يوسف رجل عادي اعتمد الله عليه لصنع أشياء كبيرة. تمكن من عيش حياته برضا الربّ حتى بالأحداث الفرديّة التي تكون حياته. ولهذا فالكتاب المقدس يشيد بيوسف مؤكدا أنه كان “صديقًا” (متى 1، 19). وفي اللغة العبريّة، الصدّيق يعني الصالح، خادم الله بثقة، منفذ الإرادة الإلهيّة؛ يعني حسن وخيّر للآخرين. وبكلمة واحدة، الصالح هو الذي يحب الله ويظهر محبته بإتباع وصاياه ونصائحه في خدمة الناس إخوته كل أيام حياته.