بقلم نانسي لحود
إندونيسيا، الخميس 3 مايو 2012 (ZENIT.org) – في إطار زيارة وزير الخارجية الإيطالي جوليو ترزي الى جاكارتا، وقعت الجماعة الكاثوليكية "سانت إيجيديو" يوم الثلاثاء 24 أبريل 2012 اتفاقًا مع منظمة "المحمدية" وهي ثاني منظمة إسلامية في إندونيسيا، بحسب بيان وردنا من مؤسسة "كنائس آسيا".
تلزم هذه المذكرة التي تحمل عنوان "العمل معًا لإنسانية واحدة، ومصير واحد، ومستقبل واحد"، المنظمتين على العمل من أجل الحوار بين الديانتين الإسلامية والمسيحية "في مجال الحوار بين الأديان وتعزيز ثقافة التسامح والتعايش السلمي بالإضافة الى حل النزاعات، وإحلال السلام، وإعطاء المساعدات الإنسانية".
سيتم تطوير هذه الأعمال المشتركة في تعاون وثيق مع المؤسسات والحكومات المحلية وفقًا للمبادىء العملية لجماعة "سانت إيجيديو" الإيطالية. تجدر الإشارة الى أن هذه الجماعة قد أنشئت عام 1968 كمنظمة للعلمانيين بقيادة أندريا ريكاردي، وتضم اليوم 16 منظمة في العديد من المدن الإندونيسية. أما أهدافها الرئيسية فهي محاربة الفقر، ومساعدة الفئات المحرومة، واليتامى وبتنسيق دائم مع المنظمات المحلية وأعضاء البرلمان الإندونيسي لا تزال المنظمة تسعى منذ أعوام الى إلغاء عقوبة الإعدام في البلد، الى جانب تنظيم لقاءات من أجل السلام بين الأديان.وقع رئيس "سانت إيجيديو" ماركو امباغليازو ورئيس "المحمدية" دين سيامسودين "مذكرة التفاهم" هذه على إثر الإجتماع بين الأديان الذي عقد في 23 أبريل، وقد نظمته الجماعة الكاثوليكية بالتعاون مع وزيري الخارجية في البلدين. حضر هذا الإجتماع عدد من المسؤولين عن الجماعات الدينية الأساسية في البلد ومنها البوذية، والكونفوشيوسية، والهندوسية، بالإضافة الى المطران إغناطيوس سوهاريو رئيس أساقفة جاكارتا، الى جانب العديد من ممثلي "المحمدية" و"سانت إيجيديو" الذين حضروا من مدن مختلفة في إندونيسيا.
خلال المؤتمر الصحفي الذي تلا توقيع الإتفاق، شرح السيد ماركو إمباغليازو أن السبب الذي دفع بمنظمة "سانت إيجيديو" الى التعاون مع "المحمدية" هو أن هذه الأخيرة تمثل بشكل أمين الروحانية الإندونيسية، لا سيما في الطريقة التي تحاول من خلالها مكافحة الفقر وإحلال السلام. أما من ناحيته، فقال السيد دين سيامسودين أن المنظمتين تدركان أنهما تحملان المسؤولية عينها الا وهي مساعدة الناس على التحرر من قيود الفقر والجهل التي تكبّلهم.
بدأت منظمة "سانت إيجيديو" الموجودة في إندونيسيا منذ اكثر من عشرين عامًا، بجني ثمار عملها الدؤوب وهو حل النزاعات من خلال الحوار بين الأديان. هذا وتنظم سنويًا لقاءً عالميًّا للسلام والحوار بين الأديان "في روحانية أسيزي" وسيكون اللقاء المقبل في شهر سبتمبر في سراييفو.
بعد مرور عشرين عامًا على بدء حصار سراييفو واشتباكات البوسنة، تأتي "مذكرة التفاهم" كجزء من "التغلب على عقد من الإشتباكات، ومنع الإنتقام، وتدمير المساجد والكنائس"، وأخيرًا "لنتعلم العيش معًا على الرغم من جهود أنصار الطائفية".