الموصل، الجمعة ٢٥ مايو 2012 (ZENIT.org). - نحتفل هذا اليوم  بعيد العنصرة... و العنصرة هي خاتمة أيام الخمسين، بعد القيامة وحلول الروح على التلاميذ وبدء مسيرة الكنيسة التي يقودها الرسل، هو عيد البهجة لأن يسوع لم يتركنا يتامى، بل اعطانا الروح المعزي، الفارقليط، المعلم الذي يفتح الأذهان لنفهم كلام الله... اليوم هذا العيد، به يعلن الله بيسوع المسيح بأنه معنى الأبد..

في زمن العنصرة تعيش الكنيسة خبرة الروح القدس بصورة مميزة... هذا العيش هو مستند على المحبة، على العمل الجماعي، فالكنيسة كلها جماعة واحدة، كل فرد فيها يساعد الآخر على تفاعل الروح القدس في داخله... هذا الزمن، هو زمن خلق عالم جديد، لان الروح يخلق من جديد... هذا الروح ممكن ان ينطلق من ابتسامة من نظرة حنان من محبة صادقة نابعة من القلب...

ارتبط اسم الروح القدس دائما بمعنى الفارقليط، المعزي والمثبت، ولهذا يحتاج الى شخص يؤمن حقيقة، شخص لديه ثقة ونية صادقة... عمل الروح القدس في الإنسان لا يعني فقط اجتراح المعجزات والاعاجيب، بل الثبات في الإيمان بيسوع المسيح القائم من بين الاموات، هذا الثبات هو في حد ذاته معجزة... وهذا هو دور الروح القدس ، الذي يعزي ويعلم ويثبت ويذكر الرسل بكل ما اوصاه وعلمه يسوع لهم....

ويسوع لا يترك التلاميذ وحدهم، حزانى مشتتين... يسوع الذي أحب كثيراً يبقى يعيش في قلوب هؤلاء الناس البسطاء... وبقوة هذا الحب، يبدأ التلاميذ يفهمون ما قاله يسوع وما فعله في الماضي... هذا التذكر النابع من قوة حب يسوع في نفوس التلاميذ، هو حركة الروح القدس الفعالة في التلاميذ، لهذا يتطلب عمل الروح القدس، الحب ومحاولة فهم كل ما حصل...

عيد العنصرة هو العيد الذي يحطم البواب المغلقة، هو العيد الذي يحول علية الرسل من سجن إلى منبر ينادي بالحرية لكل البشر المتكلمين بجميع اللغات، لا لفئة معينة من الناس، لكن للكل... فقط لغة المحبة هي التي تجمع كل اللغات وتجعل كل اللغات لغات ذات معنى حقيقي، لانها لغة تعطي الحياة للآخرين...اليوم نحن مثل التلاميذ، متقوقعين في عليات نفوسنا، فلنفتح أبواب علياتنا، ولنسمح لنور الله أن يشرق فينا، في ظلمات نفوسنا، عبر نافذة يسوع المسيح التي فتحها في قلوبنا...

         اليوم هو أحد العنصرة، ولا يمكن أن يحل الروح القدس علينا إلا إذا أحببنا بالفعل، فحركة الروح القدس هي دائما حركة حب، منبثقة من الآب نحو الأبن ومن الأبن نحو الآب، وأيضا هي حركة حب منبثقة من الله نحونا نحن البشر... الروح القدس جعل العذراء تحمل يسوع للعالم، وها هو اليوم نفس الروح يجعلنا نحمل نحن بدورنا يسوع إلى العالم... فلنتفاعل معه، ونعيش هذا الحب، فتكون حياتنا المُِحبَّة، جوابا حقيقيا لروح الله الحال فينا... آمين