روما، الجمعة 11 مايو 2012 (ZENIT.org). – بالتعاون مع عون الكنيسة المتألمة، أجرى مارك ريدمن مقابلة لـوير غود ويبس (حيث يبكي الله) مع الأب سمير خليل سمير، أستاذ في تاريخ الثقافة العربيّة وفي العلوم الإسلاميّة في روما وفي بيروت، وخبير في الحوار بين الأديان. ننشر في ما يلي القسم الثاني من المقابلة

* * *

في الواقع، تُذكر الديانة على الهويّة.

الأب سمير خليل سمير: بالضبط، لا يسألون عن هويتك، بل فقط عن اسمك، وفي تلك اللحظة تعلم أنه تمّ تأهيلك وقد يكون ذلك سببا لرفض إعطائك هذا العمل وأشياء من هذا القبيل.  وتشعر بأنك تعامل بشكل مختلف. فالوضع هو أسلمة المجتمع. وخلال شهر رمضان (شهر الصوم الإسلاميّ) يتغيّر النظام بأكمله. وتتغير الأوقات. تتوقف المواصلات من الساعة الخامسة مساءً حتى الثامنة صباحاً؛ تتركز الحياة على دين الإنسان وبما أن طبيعتها اسلاميّة، لذلك فإن المسيحيّ غير معتبر ومهمّش. انها أمور بسيطة ولكن حتى في الجامعات تمييز. لا يمكن لمسيحيّ ان يكون طبيب نسائياً أو ان يعلّم اللغة العربية لأنهم يعتبرون بأن كونه مسيحيّ لا يمكنه تعليم اللغة العربية التي تستند على القرآن وكيف يمكن أن يعلّم القرآن إذا كان غير مسلم.

... طبعاً، كيف يمكن لطبيب نسائي مسيحي أن ينظر لامرأة مسلمة. يعتبر هذا ...

الأب سمير خليل سمير: الانتقادات قويّة جداً عندما تخرج فتاة مسيحيّة دون ارتداء الحجاب، لذلك في النهاية من المستحسن اعتناق الإسلام. هذا النوع من الضغط موجود. لا يشكل هذا الأمر مشكلة في المدينة ولكنه في القرى الصغيرة أكثر تأثيرا.

هل يمكننا اعتبار ان هذا الوضع موجود في العديد من بلدان الشرق الأوسط؟

الأب سمير خليل سمير: لا، ليس كثيراً، ولكن دون شك إنه على هذا النحو في شبه الجزيرة العربيّة. أشير بذلك إلى بلدان وجد فيها المسيحيون قبل الإسلام كما في مصر، سوريا، لبنان، الأردن وفلسطين؛ إن الوضع الأسوأ في مصر. ومن ناحية أخرى هناك لبنان الذي هو بلد غير مسلم. هو بلد عربيّ. وهو البلد الوحيد الذي هو بلد دينيّ وغير مسلم، حيث أن المسيحيين والمسلمين متعادلون. وهذا يعني بأننا نعتبر الدين أساسيّ في المجتمع، في النظام وفي الدولة. أمّا البرلمان اللبناني فهو يتألف من 64 مسيحي و64 مسلم، مسيحيون من مختلف الطوائف ومسلمين من ثلاثة أو حتى أكثر.

إذا أنه نوع من التعايش...

الأب سمير خليل سمير: ... من بين هذه الأطراف هناك سوريا وعراق الماضي، يطالبون بجعل البلاد علمانيّ وبأن تحكمهم أحزاب سياسيّة، كحزب البعث، كما هو الوضع حاليا في سوريا. تدرك الحكومة نوع ديانتك ولكنك حرّ ولا تتغير السياسة. رئيس سوريا هو أكيد مسلم، ولكن النظام علمانيّ.

غير أنه لا وجود لحريّة الدين ولكن هناك حريّة العبادة.

الأب سمير خليل سمير: نعم، ولكنه ليس بهذه الخطورة. يمكن للمسلم أن يتحوّل ولكن هذا الأمر ليس سهلا بسبب ضغط العائلة والمجتمع وليس بسبب القانون أو لأن الدستور ينصّ عليه: هذا هو الفرق. تعاقب في مصر على ذلك لأن الشريعة هي أساس الدستور المصري. يوجد وضع سوريا ذاته في الأردن. يعامل الملك والمملكة المسيحيين بشكل منفتح ويستقبلونهم باحترام كبير. ينتمي المسيحيون، وأكثرهم لاتين، إلى القبائل العربيّة. يعني أنه لا يمكننا اعتبارهم غربيين. يتكلمون كالبدو، لأنهم في الواقع عرب.

(سيتم نشر القسم الثالث من المقابلة يوم الاثنين)

*** نقلته إلى العربيّة م.ي.