جونيه، الاثنين 7 مايو 2012 (ZENIT.org). – تاريخ يوم  السبت ،  الخامس  من ايار ٢٠١٢ ، وفي مناسبة الذكرى الرابعة والعشرين لغياب الكاهن والمعلم والمرشد الروحي المنسنيور  البر خريش  ، تراس سيادة المطران منير خيرالله راعي ابرشية البترون المارونية الجديد ، ممثلا غبطة البطريرك مار بشاره بطرس الراعي  الموجود حاليا في زيارة الى المكسيك ، القداس الالهي والصلاة عن راحة نفس صاحب الذكرى   ، وذلك في كنيسة سيدة المعونات في حارة صخر  جونيه، بحضور  البطريرك  الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير واصحاب  السيادة  المطارنة يوسف بشاره وغي بولس نجيم وطانيوس الخوري  والمنسنيور لويس بواري خادم الرعية وعدد من الكهنة والرهبان والراهبات واعضاء رابطة اكليريكية غزير ،  وجمهور من ذوي المنسنيور والشخصيات الاجتماعية وقدامى طلابه واصدقائه الجامعيين . 

بعد تلاوة الانجيل القى المطران خيرالله عظة تحدث فيها عن صفات الفقيد كما عرفه في المعهد الاكليريكي في غزير في لبنان  وفي معهد انتشار الايمان في ايطاليا ، مرشدا روحيا ، " ورجلا جريئا لا يتراجع في مواقفه امام التحديات ،"  حيث كان "صوته كصوت الانبياء يلعلع في كل الارجاء دفاعا عن الحق " ، كما عرفه " استاذا جامعيا يحاور الطلاب ويقنعهم بمنطقه ويستقطبهم بصراحته وجراة قوله .. ورجل  محبة يعطف على اليتيم والفقير والارملة "، كما كان قد عاهد نفسه منذ قداسه الاول عام ١٩٦٥ في عين ابل .

وبعد ان ذكر انه كان شاهدا على كتابة وصية الشهيد التي  قال فيها :" في حال موتي اقدم حياتي ذبيحة لفداء  لبنان  وليقظة كنيستنا المارونية من سباتها الروحي ...الله محبة واليه امضي فاتابع المحبة التي قادت حياتي حتى الان"، توجه سيادته بكلامه الى صاحب الذكرى بالقول : " لقد كان موتك ذبيحة لفداء  لبنان وليقظة كنيستنا المارونية . غفرت لقاتليك ودعوتنا جميعا الى عيش المغفرة ، مت كحبة الحنطة ودفنت في ارض لبنان المقدسة ، ارض عين ابل الجنوبية التي قدسها السيد  المسيح  في تجواله بين الجليل وصور وصيدا ، وها هي كنيستنا المارونية تقطف اليوم الثمار الكثيرة ". 

ثم اشار الى تلك  الثمار التي تجلت  في المجامع الكنسية  التي عقدت في العقدين  الماضيين  .

ختم قائلا : " ان السيد المسيح الذي دعاك اليه باكرا لا يزال حاضرا في كنيسته في لبنان حيث تسير بدفع من الروح القدس وتتغذى بدم الشهداء وهي تعيش الرجاء وتشهد للمحبة وتسعى الى تحقيق  الشراكة . وابواب الجحيم لن تقوى عليها ."

بعد انتهاء القداس التقى الجميع في صالون الكنيسة ، فيما غادر البطريرك صفير يرافقه المطرانان يوسف بشاره وطانيوس الخوري عائدا الى مقره البطريركي في بكركي .

يجدر التذكير  بان المنسنيور البير خريش ، وهو ابن شقيق البطريرك الكاردينال  الراحل انطونيوس بطرس خريش المتوفي عام ١٩٩٤ ، قد استشهد عن عمر ٥٣ سنة ،  في ظروف سياسية ووطنية معقدة في مطلع ايار  ١٩٨٨، وذلك  بسبب ارائه الحرة وجراته في الدفاع  عن السلام ، متمسكا  بوصية قداسة البابا يوحنا بولس الثاني  الذي كان  قد دعا اللبنانيين ، ولا سيما ابناءه  المسيحيين منهم ،  في رسالة وجهها اليهم  في مطلع ايار ١٩٨٤ ،  من اجل التخلي عن لغة العنف والسلاح ، في وقت  كانت فيه بعض قوى الامر  الواقع رافضة لمثل  تلك  الدعوة . فكان الكاهن والمعلم البير خريش ضحية لتلك  الظروف . وفي عام ١٩٩٣ اصدرت  احدى دور النشر الايطالية كتابا بعنوان " ابعد من روما وبيروت " كشفت بعض صفحاته عن حقيقة ما تعرض له من خلال الاعترافات  التي كان المنسنيور يتبادلها  في رسائل مع اصدقائه الايطاليين ، واصفا فيها اجواء الحرب اللبنانية والصعوبات التي كانت تعترض رسالته فيها، منها مضايقات ادت في النهاية الى استشهاده . دعوى  اغتياله لا تزال  ماثلة  امام  القضاء اللبناني  بانتظار الحكم النهائي في ما ستظهره التحقيقات حول هوية مرتكبي  مثل تلك الجريمة النكراء بحق رجل المحبة والسلام . المنسنيور  توقع اغتياله  مسبقا ، وكتب وصيته صافحا فيها  عن قاتليه ، مقدما  دمه   ذبيحة  لفداء  لبنان وليقظة كنيسته المارونية ، كما قال المطران خيرالله الذي كان من اقرب الاشخاص الى صديقه الراحل ، والذي ختم عظته بقول المسيح  عن كنيسته  : "ابواب الجحيم لن تقوى عليها" .

جوزف خريش - منسق اللجان في اوسيب لبنان