الميم الرابعة…

الأب رفعت بدر – الأردن

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

الجمعة 4 مايو 2012 (ZENIT.org). –    بداية، أشكر الرب الذي جعل من حفل افتتاح المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام ” حدثاً ” جامعاً للأطياف المتعددة التي وصفها البطريرك فؤاد الطوال، راعي الحفل، بالفسيفساء البالغة الروعة بالتناسق والانسجام. وفيما أجدّد الشكر والعرفان لكل من حَضِرَ وحضّرَ، يطيب لي أن أستذكر بعضاً من الأمور الجميلة التي قيلت أو التي حدثت، وذلك ليس للبكاء على حدث جميل انتهى وإنّما لأنه يؤسّس لنوعية العمل والتعامل والعلاقات و”الأهداف والرؤية والخطاب” الذي سينتهجه المركز، بعلاقاته ونشاطاته، وبتوأمه الجميل الذي لا ينفصل:  موقع أبونا ومكتب فضائية نورسات.

لقد استأثرت حكاية ” الميمات الثلاثة ” : المركز والموقع والمكتب على أحاديث الإخوة الحضور، إلاّ أنّ ” الميم الرابعة ” قد نالت النصيب الأكبر في الاهتمام والشكران. لماذا؟ لأنها المحبة وهي الدافع والمحرّك، وهي الثمرة الطيبة التي نرجو أن نقطفها شهية نضرة من هذا المركز الناشئ.

لقد تجلت هذه ” الميم الرابعة ” في حضور متعدّد ومتنوّع ومتناسق في وقت واحد، وهي بالفعل الكلمة الرديف والمحرّكة لمصطلح ” الشركة ” الذي تتحدّث عنه كثيراً أوساط الكنيسة في الشرق الأوسط ونحن بأمس الحاجة لها لتكون عنواناً لجهود مسكونية (تحدث عنها الاب بولس روحانا في كلمته الرائعة في الحفل)، وتهدف إلى توحيد الكنائس، لا أقول في كنيسة واحدة، وإنّما في ” قلب واحد وروح واحدة ” . فالمهم ليس توحيد الإدارات والسياسات الإدارية والمالية، بل المهم هو توحيد المحرك الداخلي: القلب والروح، لكي يرى المرء في جاره وقريبه، أخاً وأختاً وشريكاً، وصورة لله الواحد الاب والمحب.

جمعتنا إذاً المحبة، وبدونها ما كان بالمستطاع أن نعمل شيئاً، وقد سررتُ بأن أرى وجوهاً كنسية تشارك للمرة الأولى في احتفالات مشتركة، وهذا جيد وضروري، ممّا شكل حلقة كنسية بالغة الروعة لكنها ليست حلقة مغلقة بل منفتحة، تماماً كما هو شعار ” أبونا ” المجزأ والمقسم للدلالة على سياسة الانفتاح لديه. أجل لم تكن الحلقة الكنيسة منغلقة بل منفتحة. والصورة الأكمل هي الصورة الوطنية، بحضور رسمي وديني وشعبي وحكومي.

ما أبهى هذه الصورة التي ارتسمت في القاعة الملكية في فندق لاندمارك، ولقد زادها رونقاً وبهجة حضور الوفود من خارج الأردن وبخاصة من فلسطين ولبنان، وإني أحييهم في هذه الزاوية، متمنياً لكل من حضر ومثّل هيئةً أو مركزاً أو كنيسةً مزيداً من التقدم والازدهار والنجاح.

ولا يفوتني طبعاً في هذا المجال أن أشكر من لم يتسنّ لي أن أشكره في الكلمة الرسمية في الحفل وهم الذين أضفوا على الحفل جمالاً فوق جمال، ومعاني سامية أقل ما توصف به هو التألق: وهم الفنانة الأردنية الآنسة روز الور والعازف السيد فارس عباسي، لقد تم اختيار الأغنية ” الوطنية ” بكل جدارة فهي من التراث الأردني الحديث وتتغنّى بالأردن وبأبنائه المخلصين الذين ” يعشقون الورد لكن يعشقون الأرض أكثر ” وهي بالمناسبة من كلمات الشاعر الكبير حيدر محمود، أما الأغنية – أو الترنيمة – الثانية فهي قد دلّت على جوهر الإعلام الصحيح وكأنها صدى لشعار مركز الدراسات والإعلام أي ” إعلام من أجل الإنسان ” فغنت روز برفقة فارس لإله “الرحمة والغفران من أجل كرامة الإنسان”.

كما أشكر هنا عريفة الحفل الإعلامية السيدة دانا أبو خضر التي لم تمطرنا بكلام كثير لا يتوانى عرفاء الحفل عن تقديمه بل قدمت المختصر المفيد وكانت بصوتها الهادئ عنواناً للإعلام الهادئ والموضوعي الذي نسعى إلى تقديمه عبر المركز الجديد.

أمّا الديكور فجاء بتصميم من الفنان زياد مزّاوي الذي وضعنا أمام ثلاث لوحات هي ثلاث ميمات، إلاّ أنه آثر أن يكون شعار موقع أبونا كأنه قلب… لتكون الميم الرابعة حاضرة شكلاً وجوهراً. والشكر كذلك لمخرج الاحتفال عبر الهواء مباشرة، أي السيد بشار الربضي، مدير البرامج في فضائية رؤيا. وكذلك يذهب الشكر إلى الآنسة ربيكا عودة التي أجرت المقابلات على الهواء مباشرة عقب الاحتفال الرئيسي، وكم سرّني وأنا أشاهد اعادة التسجيل على الفضائية الام – نورسات – التنوع والبراعة في اختيار المتحدثين من كل الأطياف الحاضرة، وسرّني كذلك أنّ جميع المتحدثين الأعزاء قد ذكروا إمّا الشعار ” إعلام من أجل الإنسان “، إمّا ” الميم الرابعة ” التي ما زالت ساحرة وساهرة وشاهدة على الرقي الإنساني عندما تسيّره هي …. هي لا غيرها ….

مع خالص الميم الرابعة … لكم جميعا .

مدير المركز الكاثوليكي للدراسات والاعلام – الاردن

www.abouna.org

abouna.org@gmail.com

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير