كلمة قداسة البابا بندكتس السادس عشر قبيل تلاوة صلاة "افرحي يا ملكة السماء"

الفاتيكان، الإثنين 7 مايو 2012 (ZENIT.org)- ننشر في ما يلي الكلمة التي ألقاها قداسة البابا بندكتس السادس عشر قبيل تلاوة صلاة إفرحي يا ملكة السماء يوم الأحد 6 مايو 2012.

Share this Entry

***

أيها الإخوة والأخوات الأعزاء،

يبدأ إنجيل اليوم، الأحد الخامس من الفصح، بمثل الكرمة: “قال يسوع لتلاميذه:أنا الكرمة الحق وأبي هو الكرّام” (يوحنا 15، 1). في كثير من الأحيان يُقارن إسرائيل في الكتاب المقدس، حين يكون وفيًا للرب،  بالكرمة المثمرة وأمّا إذا ابتعد عنه، يصبح عقيمًا، غير قادر على إنتاج “هذا الخمر الذي يفرح قلب الإنسان” الذي يغنّيه المزمور 104 (الآية 15). يسوع هو كرمة الله الحقيقية الذي من خلال ذبيحة محبته يهبنا الخلاص ويفتح أمامنا الطريق لنكون جزءًا من هذه الكرمة. كما يثبت المسيح في محبة الله الآب، كذلك الرسل الذين صُقلوا بحكمة بكلمة المعلّم (راجع يوحنا 15، 2-4)، اتحدوا به بعمق، وبذلك أضحوا أغصانًا تثمر ثمارًا جمّة. يكتب القديس فرنسيس دي سال: “إن الغصن المتصل بالكرمة يأتي بثمر، ليس من تلقاء نفسه بل بفضل الكرمة. لكننا نتحد جميعًا بمحبة مخلصنا كاتحاد الأعضاء بالرأس…الصالحون الذين يستمدون قيمتهم منه، يستحقون الحياة الأبدية” (Traité de l’Amour de Dieu, XI, 6, Paris, 1984, 476).

في يوم عمادنا، تُطعّمنا الكنيسة كأغصان في سر يسوع الفصحي وبشخصه. من هذا الجذر، نستقي الغذاء الثمين للمشاركة في الحياة الإلهية. بصفتنا نحن أيضًا كرسل، وبمساعدة رعاة الكنيسة، ننمو في كرمة الرب متصلين بمحبته. “إذا كان الثمر الذي يجب أن ننتجه هو الحب، هذا يتطلب منا بخاصة أن “نبقى” عنصرًا متصلًا بعمق بالإيمان الذي تركه لنا الرب” (Jésus de Nazareth, Paris, 2007, 289). من الضروري أن نظل دائمًا متحدين بيسوع، ومتشبثين به، لأنه بمعزل عنه لا يمكننا أن نعمل شيئًا (يوحنا 15، 5).

ورد في رسالة كتبها يوحنا النبي الذي عاش في صحراء غزة في القرن الخامس، سؤال لأحد المؤمنين: “كيف نحافظ على حرية الإنسان وفي الوقت عينه لا يمكننا أن نفعل شيئًا من دون الله؟” ويجيب الراهب: “إذا أمال الإنسان بقلبه نحو الخير وطلب من الله مساعدته، سيتلقى القوة اللازمة لإتمام عمله”. لذلك تتماشى حرية الإنسان وقدرة الله. هذا ممكن لأن الخير مصدره الله، ولكنه يتمم عن طريق مؤمنيه (cf. Ep. 763, SC 468, Paris 2002, 206). إن “الثبات” الحقيقي في المسيح يضمن فعالية الصلاة، كما يقول الطوباوي غيريك دي نيي: “أيها الرب يسوع…بدونك لا نستطيع شيء. أنت بالفعل الكرام الحقيقي، والخالق، والكرام، وحارس حديقتك، أنت من يزرع بكلمته، ويروي بروحه، ويعطي الإيمان بقدرته” (Sermo ad excitandam devotionem in psalmodia, SC 202, 1973, 522).

أيها الأصدقاء، كل واحد منا هو بمثابة غصن، لا يمكن أن يعيش إلا إذا نما كل يوم في الصلاة، والمشاركة في الأسرار، والمحبة، وباتحاده مع الرب. ويحب يسوع، الكرمة الحقيقية، ويثمر ثمار الإيمان لحصاد روحي وفير. فلنسأل والدة الله أن نبقى دائمًا مطعّمين بيسوع، وليبدأ كل عمل نقوم به منه وينتهي به.

***

نقلته من الفرنسية الى العربية نانسي لحود – وكالة زينيت العالمية

جميع الحقوق محفوظة لدار النشر الفاتيكانية

Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير