الفاتيكان، الجمعة 11 مايو 2012 (ZENIT.org). – إذاعة الفاتيكان – “المسيحيون في العالم العربي بعد عام على انطلاقة الربيع العربي”. كان هذا عنوان منتدى عُقد يوم أمس الخميس في بروكسيل بدعوة من اتحاد المجالس الأسقفية في أوروبا بهدف النظر في الانعكاسات التي حملتها الانتفاضات والثورات العربية على الجماعات المسيحية المحلية.
تخللت اللقاء مداخلة لحارس الأراضي المقدسة الأب الفرنسيسكاني بيرباتيستا بيتسابالا الذي تحدث لإذاعتنا عن هذه المبادرة قائلا: عاش العالم العربي على مدى أربعين عاما حالة من الـ”ستاتوس كو” لذا لا يسعنا أن ننتظر حصول تبدلات سريعة في المستقبل القريب، لافتا إلى أن الانتقال إلى مرحلة جديدة يتطلب فترة زمنية طويلة وسط الكثير من المشاكل والصعوبات. وأضاف يقول: ينبغي أن ننظر إلى الواقع بموضوعية بعيدا عن الخوف والذعر والتفاؤل المفرط.
وفي مقابلة مع زميلنا في القسم الإيطالي سالفاتوريه ساباتينو قال الأب بيتسابالا: لا بد أن يرتكز الحوار على مشاكل الحياة اليومية، لأنه ليس هناك ما يمكن أن يقال حول المسائل الإيمانية بين المسيحيين والمسلمين، أقله في الوقت الراهن. وأضاف: ينبغي ألا يتناول الحوار قضية السلام بشكل عام إنما يجب أن يتمحور حول القضايا التي تعني الحياة اليومية شأن الحقوق وفرص العمل والمساواة بين الجنسين والعدالة الاجتماعية وغيرها. على الحوار أن يتناول هذه المسائل الملموسة والواقعية ويجب ألا يقتصر على المبادئ النظرية التي لا تعني أحدا.
تابع حارس الأراضي المقدسة حديثه لإذاعتنا يقول: هذه هي نقطة الانطلاق، لا يوجد أمامنا أي بديل آخر، علينا أن نبني الحوار لاسيما مع القادة والمسؤولين كي نتمكن من التأثير على مسيرة تنشئة العقول والضمائر. هذا ثم حذّر الأب بيتسابالا من خطر أن يتقوقع المسيحيون وينطووا على أنفسهم ويرفضوا التغيير بحجة أن أوضاعهم كانت أفضل في السابق، أو أن ينكروا وجود أي مشاكل حاليا. من الأهمية بمكان أن تشارك الجماعة المسيحية في الحياة العامة بروح من النقد وبعيدا عن الخوف.
مضى الأب بيتسابالا إلى القول إن الأرض المقدسة التي كانت تُعتبر في صلب النزاع الشرق أوسطي تتمتع اليوم بالهدوء في ما العالم من حولها ملتهب. والمسيحيون ينتظرون بفارغ الصبر التوصل إلى اتفاق بين الإسرائيليين والفلسطينيين لم نر حتى الآن أي مؤشر له في الأفق.
وفي رد على سؤال حول الحكومة الإسرائيلية الجديدة قال حارس الأراضي المقدسة: اعتقد أن الحكومة الجديدة وضعت لنفسها أولويات أخرى وأرى أن التوصل إلى اتفاق سلام مع الفلسطينيين ليس مدرجا على جدول أعمالها مع أني آمل بأن أكون مخطئا!
في ختام حديثه لإذاعتنا وجه حارس الأراضي المقدسة نداء إلى المسيحيين حول العالم قائلا: لا تخافوا من المجيء إلى الأرض المقدسة لأنه يجب أن تزوروا المنطقة لتروا بأم العين أن الوضع ليس مأساويا جدا خصوصا فيما يتعلق بأمن الحجاج وسلامتهم. وذكّر بيتسابالا بالرباط التاريخي والاقتصادي والثقافي القائم منذ زمن بعيد بين أوروبا ومنطقة الشرق الأوسط!