باكستان : بين الأكثريّة والأقليّة الدينيّة

على الرغم من امتداد ظاهرة الأسلمة في المجتمع الباكستاني، يعيش المسيحيّون على أمل “التعايش”

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

بقلم ريتا قرقماز

روما، الأربعاء 16 مايو 2012 (ZENIT.org).- لا تنفكّ الأحداث المأساويّة المتعلّقة بمصير الأقليّات الدينيّة تتكرّر على الأراضي الباكستانيّة. ومع ذلك، يعيش المواطنون المنتمون إلى الأقليّة الدينيّة، التي تشكّل 5 % من عدد السكّان، ضمناً 2% من المسيحيّين، على أمل التعايش مع الأكثريّة الإسلاميّة.

وبحسب بيان وردنا من كنائس آسيا، عقدت ندوة تحت عنوان “سياق الإيمان” في نهاية الأسبوع الماضي في لاهور. نظّمت الكنيسة الكلفنيّة في باكستان بالتعاون مع معهد اللاهوت للعلمانيين هذه الندوة التي ضمّت متحدّثين مسيحيين وأعضاء من المجتمع المدني، ضمناً المسلمين.

لم ينكر المشاركون في الندوة أنّ هجمات 11 سبتمبر 2001 على الولايات المتّحدة واندلاع الحرب في أفغانستان كانا بمثابة نقطة انطلاق “العقد الأسود”. وبالعودة إلى الأحوال في باكستان، ذكّروا بأنّ معاداة المسيحيين في تزايد مستمرّ وخلال السنوات الخمس الأخيرة، ازدادت الهجمات التي تستهدف الأماكن الدينيّة المسيحيّة. ومع ذلك، هناك أسباب  تدعو إلى الحفاظ على الأمل.

كما أوضح جافيد ويليام، الأمين المنفّذ للجنة الحوار المسكوني والحوار بين الأديان التابعة لمجلس الأساقفة الكاثوليك في باكستان، أنّ “الناس يربطون المسيحيين بأمريكا” وواقعة إعدام أسامة بن لادن على يد ضابط أمريكي زادت من شعور العداء تجاه الأمريكيين.  وأضاف قائلاً أنّه “من المهم لبقائنا إجراء حوار صادق مع المسلمين”، واختتم كلمته قائلاً أنّ “الأقليّة المسيحيّة لا يمكن أن تسمح بمواجهة مع الأكثريّة المسلمة”.

وأفادت المسؤولة في مركز الدراسات المسيحيّة في روالبندي، الكلفانيّة رومانا بشير، أنّه من واجب المسيحيين معرفة كيفية الحفاظ على التواصل مع الأوساط الإسلاميّة المتطرّفة والتفاعل بطريقة ملموسة مع المسلمين.

فيما يخصّ المؤشرات التي تبيّن أن مصير الأقلية الدينية في باكستان ليس سيئاً، يرد كتاب اليسوعي الألماني كريستيان ترول، الذي تحدّث فيه عن مواضيع حساسة وذكر أنّه في باكستان لا يجب أن تتدخل الديانة في السياسة وفي نشاط مؤسسات الدولة.

حالياً، لا تبشّر الأوضاع بالخير، فمثلاً في جادّة بلوشستان، تمّ خطف عامل في اللجنة الدولية للصليب الأحمر ووجدت جثّته لاحقاً مقطوعة الرأس ممّا جعل الصليب الأحمر ومؤسسة كاريتاس ينظران في كيفيّة وجودهما في البلاد بعد أن أصبح مبدأ عدم المساس بالمؤسسات الإنسانيّة في خطر.

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير