بقلم أنيتا بوردان
روما،الأربعاء ١٦ مايو 2012 (ZENIT.org) – “تأمل الصليب له فعالية عجيبة”: هي من الجمل الأساسية للتأمل الذي كان البابا بندكتس السادس عشر قد حضره ليتلوه في لافيرنا، المزار الفرنسيسكاني في توسكانا والذي تتطرق فيه الى “قصة الحب الرائعة بين الله والإنسان” التي شهد لها القديس فرنسيس.
كان من المتوقع أن يزورالبابا يوم الأحد 13 مايو ضريح القديس فرنسيس الأسيزي حيث تلقى جراحات المسيح قبل موته بسنتين، ولكن تم الغاء الزيارة بسبب سوء الأحوال الجوية.
قصة حب ساحرة
ماذا يعني اليوم للمسيحيين بأن القديس فرنسيس اختار أن “يتبع” المسيح ويكون على “صورته” و”مثاله”؟ وهو يقول، كما يشرح البابا، “لا يكفي أن نعلن مسيحيتنا لنكون مسيحيين، ولا حتى أن نحاول القيام بالأعمال الصالحة”. فما العمل؟ “يجب علينا الاقتداء بيسوع، من خلال الإلتزام والتحول البطيء والتدريجي” لنشبه المسيح.
يضيف البابا، أما بالنسبة للقديس أغسطينس فهذا يعني “معرفة أنفسنا” و”تواضع النظر الى أنفسنا بإخلاص”.
كما يُذكّر الأشخاص المكرسين “بأن حياة التكريس تتميز بالشهادة- بالكلمة وبمثال العيش تبعًا لنصائح الإنجيل (الفقر، والعفة، والطاعة)- وبقصة الحب الرائعة بين الله والإنسان على مرّ االتاريخ”. كما يشجع العائلة الفرنسيسكانية على “الإستمرار”بالاقتداء بالمسيح”.
فعالية عجيبة
يركز البابا في عظته على أن “التأمل بالصليب له فعالية عجيبة، لأنه ينقلنا من واقع الأشياء التي نفكر بها الى التجربة التي نعيشها، لأجل خلاص هذا الوطن المبارك”.
هذا ما أدى بالقديس فرنسيس الى اتحاد عميق بالمسيح والذي تشارك معه “العلامات الخارجية للحب الأسمى ألا وهي الصليب”. كل ذلك كان قد بدأ بتأمله للمصلوب “بالروح والقلب” في كنيسة القديس داميان الصغيرة. ولكن طريق “القداسة” هذه تتعلق أيضًا بالجماعات التي تبعته “لثمانية قرون” الى هذا “المكان المقدس”، “للركوع والصلاة” و”التأمل بالصليب”. “يلخص صليب المسيح معاناة العالم ولكنه بخاصة علامة الحب الملموس، وطيبة الله تجاه الإنسان”. نحن مدعوون أيضًا في هذا المكان الى أن نسترد البعد المتسامي للحياة، ونحرر عيوننا من كل ما هو مشروط، لكي نستسلم مجددًا كليًّا للرب، بقلب حر، وبفرح كامل، متأملين المصلوب لكي يباركنا بحبه”.
الإنسان والطبيعة
وكان البابا سيعلًق البابا على نشيد الشمس (نشيد المخلوقات) الذي كتبه القديس فرنسيس على الرغم من معاناته قائلا: “من خلال الإستنارة بمحبة الله فقط، يمكن للإنسان والطبيعة أن يخلصوا، ويمكن للجمال أن يعكس بهاء وجه المسيح، كما يعكس القمر نور الشمس”. يحدث ذلك: “مع تدفق دماء المصلوب على الصليب لإحياء عظام آدم الجافة التي تكوننا، بحيث يجد كل شخص الفرح بالسير على طريق القداسة، والتقدم نحو الله”. كما يشير البابا الى أن الحجاج في لافيرنا، على خطى القديس فرنسيس “تغمرهم محبة المسيح”، قبل أن يذكر صلاة أخرى للصوفي الكبير « l’Absorbeat » التي يطلب بها من المسيح إبهاج القلب “بقوة حبه” الذي قاده الى الموت “حبًّا بنا”. من ثم كان البابا سيتكلم عن القديس بونافنتورا الذي يشير الى كيفية “التكلم عن الله” من خلال “الصلاة” والتأمل “بآلام” المسيح. مشددًا على أنه: “حتى أكون أكثر تحديدًا وأنا أقتبس أقوال معلم الكنيسة، فصلاتنا تحتاج الى الدموع أي الإشراك الداخلي لحبنا الذي يستجيب الى حب الله”. وأخيرًا تجدر الإشارة “الى أن التواضع هو الباب لجميع الفضائل”.