"تعلموا النظر الى الآخرين من عيني المسيح"

بندكتس السادس عشر يستقبل جمعيات خيرية إيطالية

Share this Entry

بقلم نانسي لحود

روما، الثلاثاء 22 مايو 2012 (ZENIT.org) – “إن بذل الذات من أجل الآخرين له بعد جامع” هذا ما أعلنه البابا بندكتس السادس عشر خلال لقاء بثلاث جمعيات مسيحية إيطالية، يوم السبت 19 مايو 2012.

أما هدف هذه الجمعيات فهو نشر الإنجيل عن طريق التطوع لخدمة المحتاجين، والدفاع عن حقوق الإنسان، الى جانب تعزيز العدالة الإجتماعية والتعليم في إيطاليا والعالم أجمع.

ما أهمية بذل الذات؟

بادر البابا بندكتس السادس عشر الى القول بأنه إذا كانت العائلة تشكل “مكانا تعليميًّا أساسيًّا” حيث يُختبر في المقام الأول الحب المجاني، حينها تمتد مجانية بذل الذات الى بعد عالمي. في الواقع، العدالة وحدها ليست كافية، بل لتتحقق بشكل صحيح هي بحاجة الى “أكثر” مما يمكن للمجانية والتضامن تقديمه.

إن الثقافة، والتطوع، والعمل، ثالوث لا يتجزأ للإلتزام اليومي للعلماني الكاثوليكي ويصب في خانة واحدة ألا وهي: بذل الذات.

إذا تكلمنا عن الإلتزام الثقافي ولا سيما في المدارس والجامعات فهو يهدف الى بناء أجيال المستقبل وبهذا لا يتسم فقط بنقل المعلومات بل يعني بذل الذات عن طريق الكلمة والمثال.

كذلك، ودائما بحسب البابا، لا يعني التطوع وهب أشياء للآخرين بل هو وهب الذات لمساعدة أولئك الذين بأمس الحاجة إلينا.

أما العمل، فلا يتوقف على كونه وسيلة للكسب الشخصي، بل هو مكان حيث نبذل ذاتنا فيه بروح من الخدمة مهما كان نوع المهنة.

ما هو الإلتزام المسيحي؟

يجب على المحبة أن تكون المحرك الأساسي لأي عمل كان. علينا أن نتعلم النظر من خلال عيني المسيح وإعطاء الآخرين ليس الأشياء السطحية الضرورية فحسب، بل هذه اللفتة والتعبير عن المحبة للذين هم بحاجة إليهما.

غالبًا ما نفهم فكرة بذل الذات بشكل خاطﺉ: نحن نعطي وقتنا، ومهاراتنا، وثقافتنا من خلال كلمة ما أو الإنتباه الى شخص ما، فلا يجب علينا أن ننتظر مكافأة أو مردود في هذا العالم.

 من يتصرف هكذا لا يحقق “خير الآخرين” فحسب، بل يكتشف “السعادة العميقة” لأنه كما قال يسوع: “السعادة في العطاء أعظم منها في الأخذ”.

شجع البابا بندكتس السادس عشر الجمعيات الثلاث للمتابعة بهذا الإلتزام الأخوي باستمرار الذي يشجب الظلم ويعكس قيمًا تبنى عليها كرامة الإنسان، ويعزز أشكال التضامن التي تحقق الخير العام.

تجدر الإشارة الى أنه بالنسبة الى البابا، إن الإلتزام الثقافي مدعوّ الى “خدمة متجددة” حيث يتحالف العقل والإيمان في الطريق الى الحقيقة في عالم وُصم بتحديات عاجلة ومعقدة. أما الإلتزام التطوعي الذي يكافح ضد أي شكل من أشكال الفقر، فيجب أن يستمر بالإعتماد على قوة المحبة التي تأتي من الله. أخيرًا، يجب على الإلتزام بالعمل أن يغمر عالم العمل بالنور والرجاء المسيحيين، لتحقيق عدالة إجتماعية أكبر.

في الختام، تمنى البابا أن تكمل هذه الجمعيات شهادتها للإنجيل، والعطاء، والمجانية، مع إيلاء أهمية خاصة للشباب.

Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير