فقدان الوظيفة وفقدان الحياة

كوريا الجنوبيّة تواجه موجة الانتحار

Share this Entry

بقلم ريتا قرقماز

روما، الأربعاء 23 مايو 2012، (ZENIT.org).- عقد ممثّلو الديانات الأساسيّة في كوريا، الكاثوليكيّة والبروتستانيّة وغيرها، مؤتمراً صحافياً نهار الخميس 17 مايو في سيوول حيث دعوا سكّان كوريا الجنوبيّة إلى التصرّف بسرعة أمام موجة إنتحار العمّال السابقين في “سانغ يونغ موتورز”.

ذكّر الأسقف ماتياس ري لونغ هون، رئيس لجنة “العدالة والسلام” لمجلس أساقفة كوريا الجنوبيّة، بأنّه في 30 مارس الماضي، انتحر لي يونغ هيونغ، البالغ من العمر 36 عاماً، ليكون الضحيّة رقم 22 من سلسلة العمّال السابقين السوداء.

أجبر لي يونغ هيونغ على ترك وظيفته ولم يستطع أن يجد وظيفة أخرى، فساءت به الأوضاع إلى أن باع منزله وسيارته من شدّة يأسه وارتفاع ديونه ليقبل أخيراً على الانتحار، رامياً نفسه من على سطح مبنى.

أفاد أسقف سوان أنّه “كان من الممكن تفادي هذا الانتحار لكن المجتمع لم يأخذ هذا التهديد على محمل الجدّ”.

تبعاً لهذه الحادثة، طالب الرؤساء الدينيون مجتمع كوريا الجنوبيّة ككلّ “بالتوحّد والعمل سويّاً لإيجاد حلّ لهذا الوضع وليتحمّل كلّ منهم مسؤوليّته فيما حدث” مشيرين إلى مدى تأثير البطالة في أيامنا هذه.

يشكّل معدّل الانتحار المرتفع اليوم قلقاً كبيراً للحكومة التي أصدرت قانوناً في أبريل الماضي يجبر كلّ المجتمعات على إنشاء مراكز توعية ضد الانتحار وتخصيص خطوط هاتفيّة للحالات الطارئة.

إن وضع الموظفين المأساوي في “سانغ يونغ موتورز” في كوريا الجنوبيّة يشكّل أكثر من مجرّد مثال للتسريح الجماعي الذي حصل في عديد من المؤسسات المحليّة في السنوات الأخيرة.

وقد بدأت مشكلة سانغ يونغ في أبريل 2009، وأدّت إلى مواجهات مع الموظفين تسببت بمقتل 6 متظاهرين، واحد منهم انتحر، وبإصابة المئات. لذلك دعت لجنة حقوق الإنسان في كوريا الجنوبيّة والاتحاد الدولي للنقابات، الحكومة ومديري سانغ يونغ إلى وقف الهجوم ضد المصنع وإلى إجراء مفاوضات سلميّة.

ولكن بعد أن اشترى الفريق الهندي “ماهيندرا” سانغ يونغ، بدأت الحالة تتحسّن وبالتالي حاولت النقابات إجبار المؤسسة على تنفيذ الوعود التي قطعتها في 2009 على موظفيها بعد القمع المفاجئ للتظاهرات.

في المؤتمر الصحفي الذي عقد في 17 مايو، دعا الرؤساء الدينيون الحكومة وسانغ يونغ إلى “إعادة دمج الموظفين في المؤسسة”. وأضاف الأسقف ري لونغ هون أنّ فريق الأديان المختلفة سيطلق في شهر يونيو القادم حملة كبيرة لمساعدة الموظفين السابقين في سانغ يونغ ولمحاولة إيقاف موجة الانتحار.

ستتم أيضاً لقاءات مع أعضاء الحكومة ورجال السياسة والنقابات وغيرهم لوضع مخطط فعلي للتحرّكات. كما ستنظّم تجمّعات صلاة بين الأديان وسيتمّ جمع التبرّعات للموظّفين السابقين في المعمل.   

Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير