حاوره فابريسيو بيتشاريلّي
روما، الجمعة 25 مايو 2012 (ZENIT.org). – ننشر في ما يلي القسم الثاني من المقابلة مع البروفيسور جوزيبيّ رومانو، أحد كبار خبراء إيطاليا في لألعاب الإلكترونية، لمتابعة الرحلة داخل هذا العالم الساحر والمتغير باستمرار، ولكن المليء بالخطر والمجهول.
***
هل يوجد مراقبون في إيطاليا لدراسة هذه المسائل ولمساعدة الأهل وتوجيههم؟
رومانو: يوجد القليل. النظام الأوروبي للتقييم، والذي يقسم العناوين حسب العمر ويشرح على الغلاف، عبر رسومات، نوع الحالات التي قد تواجه باستعمال هذه الألعاب (العنف، الكحول، الجنس، إلخ)، وهو مهم لأن مصنعي هذه الألعاب قد التزموا ببعض القواعد وهم اول من شجّع عليها. ولكن هذا النظام، غالبا ما يعطى مؤشرات لما يجب تفاديه، ولكن لا يمكنه الحل مكان تقييم الأهل ولا حتى الحكم على نوعيّة الثقافة المقترحة. والنصيحة هي الانتباه بالأخص إلى مؤشرات العمر.
وآتي الآن إلى النقطة البارزة لهذه المسألة لأنه في الواقع هناك القليل من المؤشرات المصممة للأهل في عالم الألعاب الإلكترونيّة في إيطاليا. لقد تمّ تنظيم دوانة www.famigliacristiana.it تحت عنوان ألعاب العائلات والذي يعالج هذه المسائل. أمّا مهرجان فوجي للعائلات هو مناسبة أخرى تعالج عالم الألعاب الإلكترونيّة بالنسبة للعائلات، ونجد بعض التفاصل على العنوان التالي: (www.fiuggifamilyfestival.org) إنه يهتم منذ سنوات بتنظيم لحظات تأمل، وورش عمل للتفاعل، وللتقريب بين العائلات والألعاب الإلكترونيّة بأفضل الطرق.
من ناحية أخرى إن خبراتي تؤكد لي بأنه كلما زادت الرقابة، والوقاية، والحكم المسبق، بمعنى عدم ثقة وخوف الراشدين بالنسبة لهذه الألعاب (التي قد لا يعرفونها عن كسب) تسبب رفضهم لها بالإجماع. هكذا كاللامبالاة أو الحماس الحاسم، الشائع، يؤدون إلى تقبل طائش لهذه الألعاب ولإنترنيت: وكثيرون هم المراهقين والأطفال الذين يتصفحونها دون حدود. إن الخطأ في الحالتين، إذ أن عائلة إيطالية من أصل أثنين تملك لعبة إلكترونيّة وجميع الأولاد تلعب بها، إذا لم يكن في منزلهم قد يكون لدى أحد أصدقاءهم أو حتى على الطريق.
ولكن لماذا هذه الألعاب تجذب كثيراً، ليس فقط الأطفال بل الراشدين أيضا؟ وهل الراشدين الذين يستفيدون هم في الواقع مراهقون كبار؟
رومانو: إن الألعاب الإلكترونيّة هي، ببساطة، مجرد فئة جديدة للتعبير الإنساني. كالتلفزيون، السنما، الروايات والنوادي الليليّة، أنهم عبارة عن بيئة شخصيّة واجتماعيّة حيث تتفاعل الناس بعضها مع بعض عبر أفكار، خيالات، صور وعلاقات.
إن الألعاب الإلكترونية، كما في جميع الأشياء، قد تكون جيدة وسيئة، مسلية أو مملة، ذات مستوى مرموق أو غير مرموق. وقد تحتوي على أشياء تعليميّة أو تدميريّة. وقد تتناسب مع الراشدين والأطفال. وعندما تكون مصنوعة بشكل جيّد تشكل عمل مثير للإهتمام، رائع ومهم.
(سننشر القسم الثالث يوم الإثنين)
* * *
نقلته إلى العربيّة ماري يعقوب.