تابع الأب الأقدس يقول: هناك “فسحة” ثمينة أخرى، و”مصدر” ثمين آخر للنمو في الصلاة، أعني الليتورجيا، وهي مكان مفضل يكلّم فيه الله كل واحد منا، هنا والآن وينتظر جوابنا.
ما هي الليتورجية؟ تابع البابا يقول، لفظة “ليتورجية”، تعنى أصلاً “خدمة من الشعب وللشعب”. نقرأ في التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية: في التقليد المسيحي، تعني كلمة ليتورجية أن شعب الله يشترك في “عمل الله” بالليتورجية يتابع المسيح فادينا وعظيم كهنتنا في كنيسته ومعها وبها، عمل فدائنا.(1069)وأضاف البابا فإذا تساءلنا من يخلص العالم والإنسان، أتى الجواب: يسوع الناصري، الرب والمسيح، المصلوب والقائم من الموت.
تابع البابا يقول: “الاحتفال بالأسرار هو لقاء بين أبناء الله وأبيهم، في المسيح والروح القدس ويترجم هذا اللقاء حوارا عبر أعمال وأقوال” (التعليم المسيحي 1153)وأضاف الحاجة الأولى لاحتفال ليتورجي جيد هو أن يكون صلاة وحديثا مع الله، إصغاء وجوابا.
وبهذا الصدد، قال البابا: أود أن أشدد على إحدى اللحظات التي، وخلال الليتورجية، تدعونا وتساعدنا لإيجاد هذا التوافق بين ما نسمعه، نقوله ونفعله خلال الاحتفال الليتورجي. وأشير بذلك إلى دعوة المحتفل قبل الصلاة الافخارستية: “لنرفع قلوبنا إلى العلى” بعيدا عن قلقنا، رغباتنا ومخاوفنا. فعلى قلبنا أن ينفتح بوداعة على كلمة الله ويدخل في صلاة الكنيسة لينال التوجيه منه. فعندما نعيش الليتورجية بهذا الموقف الداخلي، يتحرر قلبنا من قوة الجاذبية التي تجذبه إلى أسفل ويرتفع داخليا نحو العلى، نحو الحقيقة والحب، نحو الله.
ختم الأب الأقدس تعليمه الأسبوعي بالقول أصدقائي الأعزاء نحتفل ونعيش الليتورجية جيدا بالصلاة فقط، متحدين بسر المسيح وبعلاقته كابن مع الآب. فالله نفسه يعلمنا أن نصلي، كما يؤكد القديس بولس، فهو أعطانا الكلمات المناسبة لنتوجه بها إليه. فلنطلب من الله كي نكون يوما فيوم أكثر إدراكا بأن الليتورجية هي عمل الله والإنسان، صلاة تنبع من الروح القدس ومنا، موجهة بكليتها نحو الآب، باتحاد مع ابن الله المتجسد.