البطريرك الراعي يعزي بالشهداء– طرابلس، الاحد 25 آب 2013

أمل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي أن يعي المسؤولين خطورة المرحلة وأن تكون الدماء التي أهرقت فداءً عن لبنان والسلام فيه وفي الشرق الأوسط .

Share this Entry

وقال خلال مشاركته في مجلس العزاء الذي أقيم في معرض رشيد كرامي الدولي بدعوة من بلدية طرابلس وهيئات المجتمع المدني ودار الإفتاء وأهالي الضحايا :

إن المصاب في طرابلس أو في الضاحية الجنوبية مصاب لنا جميعاً فنحن عائلة واحدة في لبنان وجسم واحد متنوع وكل ما يصيب أحد منا يصيب الجميع وقد ذكرنا اليوم الأحد في قداسنا الذي قدمناه لراحة أنفس شهدائنا الذين سقطوا في طرابلس والذين سقطوا في جنوب بيروت .

وأضاف أريد أن أعبر لكم عن عواطفي العميقة وألمنا الكبير وتأكدوا أن هذا المصاب مصابنا جميعاً فنحن عائلة واحدة ولا يمكن إلا أن نفرح معاً أو نحزن معاً ، ونحن نصلي لراحة أنفس الموتى الشهداء وشفاء الجرحى وتأوية ومؤاساة كل الذين هجروا من بيوتهم وخسروا جنى عمرهم نعرب عن تضامننا وتعاطفنا معهم .

ووجه البطريرك الراعي نداءً الى الأفرقاء السياسيين المتنازعين في لبنان وأقول لهم والكرم للجميع : لا يكفي أن نندد ونستنكر ونعزي بالكلام ، أنا أعتقد بأن دماء شهدائنا الذين وقعوا في طرابلس والدماء التي أريقت في الضاحية في بيروت تستصرخ ضمائرنا جميعاً وبنوع خاص الأفرقاء المتنازعين في لبنان وأقول لهم أن كل الذين سقطوا شهداءً أعتقد أنهم سقطوا نتيجة عدم التوافق وعدم المصالحة ، نتيجة عدم الجلوس معاً ، لنتحمل معاً الواقعة في لبنان ونواجه التحديات الكبيرة .

وتابع : لو كنا في لبنان متماسكين ونحمل المسؤولية ، مسؤولية بناء الدولة بجيشها ومؤسساتها الدستورية لما وصلنا الى الكوارث التي تجمعنا اليوم والله “ينجينا من العظم” . فمن هنا أقول للمسؤولين أصحاب السلطة والسياسيين وأسألهم : ألا يكفي كل هذه الدماء البريئة وكل الشهداء والجرحى الذين سقطوا في طرابلس والضاحية كافياً لنتصالح ؟ ألا يستحق هذا الثمن الباهظ أن يجلسوا معاً على طاولة يدعوا غليها فخامة رئيس الجمهورية ؟ وإذا كانت كل الدماء والكوارث التي حلت بالشعب اللبناني غير كافية لتكون ثمناً لمصالحتنا ولنواجه مسؤولياتنا ليستعيد لبنان دوره في هذا الشرق ؟ نقول وآسفاه على الشهداء الذين سقطوا هنا وفي بيروت والأسف كل الأسف على الدموع والجراح التي ذهبت هدراً إذا لم تمس كلها ضمائر المسؤولين لييتوصلوا الى الخطة الإنقاذية هذا دعاؤنا . ونحن مقتنعون بأن أهالي الضحايا وكل المتضررين مستعدون ليكونوا فداء لبنان  وفداء المصالحة وفداء الوحدة والخروج من النزاع الذي يحصل بين المتنازعين على حساب الوطن ، فهم يقبلون بالتضحية .

لقد صلينا وقلنا يا رب لتكن الضحايا والجرحى والعائلات التي تشردت والدموع ذبيحة فداء نأمل من الله أن يتقبلها عن لبنان وعن كل المنطقة والشرق الأوسط وبلداننا العربية ومستعدون دائماً للتضحية من اجل أن تعوض علينا يا رب بسلام ومصالحة ووحدة وطنية لننطلق من جديد شعباً واحداً غنياً بتراثه الإسلامي والمسيحي لنلعب الدور النموذجي الذي يحتاجهه العالم وهذا المشرق .

وختم : إقبل يارب كل هذه الدماء فداءً عن لبنان والشرق ونقدم التعازي الى أصحاب السماحة والسلطات اللبنانية وأهالي الضحايا في طرابلس وفي بيروت وأكرر ألمنا ألمكم ومصابنا مصابكم وندعو الله ليمس ضمائر الأشرار وكف يدهم عن فعل الشر ويحمي كل الأبرياء ، ولكم جميعاً التعزية وللبنان والعزاء الكبير بنهوضه واحداً موحدا وحاملاً رسالة العيش معاً .

الشيخ محمد إمام شكر البطريرك الراعي قدومه الى طرابلس للمشاركة في العزاء رغم الظروف الأمنية الصعبة آملاً أن تكون الدماء التي هدرت في تفجيري طرابلس فداءً عن لبنان والأمة العربية .

وقد تلقى غبطته اتصالًا هاتفيًا من مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني ومفتي طرابلس وشمال لبنان الشيخ مالك الشعار.

Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير