زار البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي بطريرك انطاكيا وسائر المشرق للروم الارثوذكس يوحنا العاشر يازجي، في المقر البطريركي في البلمند، يرافقه القيم البطريركي المونسينيور جوزيف بواري والمسؤول الاعلامي المحامي وليد غياض، وكان في استقبالهم الى اليازجي رئيس دير سيدة البلمند الاسقف غطاس هزيم ومطران طرطوس اثاناسيوس فهد وكهنة وشمامسة.
بعد اللقاء قال البطريرك الراعي: “تشرفت بزيارة غبطة البطريرك اليازجي لاقول له الحمد لله على سلامته من جهة ولاعلان تأييدنا الكامل لما تضمنه مؤتمره الصحافي، الذي عقده امس، من جهة اخرى. فنحن معه بكل الكلمات الصادرة عنهم، خصوصا اننا نطالب جميعا باستمرار بعدم اعتماد حلول السيف والنار في العالم، لاسيما في سوريا، كما اننا نطالب باستمرار ان تحل النزاعات الموجودة بالطرق السلمية والديبلوماسية والسياسية لانه لا يجوز لاحد ان يقضي على حياة اي انسان. وكل حالات المآسي، من قتل وتهجير ونزوح، لا نقبل بها ضميريا ولا انسانيا، ولنا مطلب تجاه الدول الخارجية والاقليمية بحل النزاعات الموجودة بالطرق السلمية والديبلوماسية. ونحن ضد كل تدخل اجنبي في سوريا وضد استعمال الاسلحة واعتماد الحروب، لان ذلك لا يولد الا الدمار والخراب”.
اضاف: “نضم صوتنا الى صوت البطريرك يازجي بالمطالبة بمعرفة مصير المطرانين المخطوفين يوحنا ابراهيم وبولس يازجي وسائر الكهنة والمدنيين المخطوفين، والافراج عنهم.
كما نطالب بحاجتنا لتقدم لغة الحوار والسلام، واطفاء الاحقاد، ووضع أيدينا بأيدي بعض، اذ انه كما قال غبطة البطريرك يازجي نحن مسيحيين ومسلمين مواطنين في هذا العالم العربي وقد بنينا ثقافتينا معا، ونحن متجذرين في هذا الشرق منذ اكثر من الفي سنة، وبنينا معا حضارة العيش الواحد وثقافة الاعتدال والانفتاح والديموقراطية وحقوق الانسان، ولا نريد للحرب ان تمحي ما بيننا منذ آلاف السنين”.
تابع: “نحن نريد الحفاظ على البلاد، ولن نكون يوما وسيلة للحرب والتداول بالأسلحة. اذ ان حضارتنا ليست حضارة استيراد حرب. لقد بنينا مجتمعا فيه المحبة والاخلاص والتعاون، وهويتنا في لبنان وسوريا والعالم العربي فيها شيئ من الهوية الاسلامية كما ان هوية الاسلام في هذه الدول فيها شيئ من الهوية المسيحية. ونحن نأخذ على عاتقنا مسؤولية التعريف عن الهوية الاسلامية كما انهم يبادلوننا الفعل ذاته. ونحن لا نريد سياسة تفصل في ما بيننا وتقطع ما بنيناه معا”.
تابع: “لقد زرنا البطريرك يازجي لنؤكد تأييدنا لكل ما تفضل به في مؤتمره الصحافي، فنحن دعاة السلام والمحبة والتفاهم والحوار ضد كل النزاعات الموجودة. ونتمنى السلام لكل اهلنا وابنائنا بكنائسنا في سوريا، ونشكر البطريرك اليازجي على وجوده الدائم بينهم، وزيارته لهم وتفقده اياهم، لاننا كموارنة لدينا ثلاث ابرشيات في سوريا في الشام وحلب واللاذقية”.
وأكد غبطته ان زيارته اليوم هي “لحمل سلامنا لكل المسيحيين والشعب السوري واخوتنا الموارنة في أبرشياتهم. ونتمنى ان يعم السلام في سوريا وكل الشرق كما في العراق ايضا ومصر وغيرها”.