تمّ تدشين تمثال للعذراء مريم يوم 18 حزيران 2013 من قبل المونسنيور توبو مرتدية زي الساري الهندي الأبيض التقليدي مع خطوط حمراء تحمل بيدها الطفل يسوع ملفوفًا بقطعة من القماش على الطريقة الهندية وقد بدت العذراء داكنة البشرة بشعر مردودٌ نحو الأسفل. يومئذٍ، جاب السارنا الشوارع احتجاجًا على هذا العمل زاعمين أنّها طريقة مبطّنة من أجل اهتداء القبلية إلى المسيحية. وبالرغم من أنّ الكهنة المسؤولين عن الرعية نفوا هذه النوايا المخبأة وراء تدشين التمثال، بقي الاحتجاج على تزايد طوال أسابيع.
إنما وبحسب كنائس آسيا، فقد اجتمع يوم الأحد 25 آب حوالى 20.000 متظاهر من السارنا وساروا بغضب نحو كنيسة ناجري لإخراج تمثال العذراء وإنما باءت محاولتهم بالفشل وردعتهم الشرطة فقاموا بتهديد الكنيسة الكاثوليكية إن لم تتمّ إزالة التمثال في شهر كانون الأول الجاري.
وقال بندان تيغا أحد المسؤولين عن المظاهرة: “لقد قابلنا المسؤولين في الكنيسة في أيار الفائت وأعطيناهم مهلة ثلاثة أشهر لإزالة التمثال. لقد مثّلوا أمهم مريم بطريقة تشبه مرأة السارنا وهي محاولة خداع من أجل اهتدائنا ومحاربة ثقافتنا”. والجدير بالذكر أنّه بعد ثلاثة أيام من تنصيب التمثال تعرّضت عائلة كانت قد اهتدت إلى الدين المسيحي للتهديد طالبين من أفرادها العودة إلى دينهم الأصلي وما أن رفضوا ذلك حتى تمّ تدمير بيتهم.
أما من جهته، فعبّر جون دايال الأمين العام للمجلس المسيحي في الهند أنّ تماثيل العذراء مريم تأخذ دائمًا وفي كلّ العالم أشكال العرقية ولا تشكّل أي مشكلة مشيرًا إلى سيدة فالنكاني المكللة بالورود والتي ترتدي ساري من الحرير. أضاف إلى أنّ السارنا يمارسون ديانة تتمحور حول عبادة الشمس والقمر والبساتين المقدسة وعندما اكتشف الهندوسيون أنّ المسيحيين بدأوا يكتسبون رزقهم من البساتين منذ عشرات السنين تقريبًا أقنعوا السارنا أنّهم عليهم الدفاع عن إيمانهم وثقافتهم.
وأشار المونسنيور توبو أنّ من يحاولون القيام بهذه الاحتجاجات هدفهم سياسي وليس ديني أو ثقافي “إنها سياسة فرّق تسد” موضحًا بأنّه يوجد أشخاص يرغبون بخلق نزاع بين المسيحيين وغير المسيحيين. وأمّا جون دايال فاختتم قائلاً: “ما هي الأسباب التي تمنع السكان الأصليين المسيحيين أن يعكسوا عاداتهم ووجوههم ولباسهم على إلههم وأمهم العذراء مريم؟