– إن الأسباب القوية التي يجب أخذها بعين الإعتبار قبل القيام بأية خطوة عسكرية وقرار الحرب على سوريا لا يمكن لأحد أن يعلم نتائجها مسبقًا، بالرغم من الحسابات الدقيقة بخصوص هذه الخطوة، مما يمكن أن توصلنا إلى الندم والفشل.
– إن التجارب السابقة في العراق وأفغانستان وصربيا علمتنا لاحقًا، من خلال النتائج الكارثية التي خلفتها، أنها كانت قرارات متسرعة وغير مدروسة بالكفاية، والتي خلفت الخراب والتشرد، وإنعكست سلبًا على آخذي القرار. ومن نتائجها السلبية أنها خلقت منظمات وفرق متطرفة تقلق الكثير من الدول، حيث أنها تخترق الأمن في المجتمعات حتى المحصنة. مثال العمليات الإنتحارية التي هي أكبر شاهد على ذلك.
– والسؤال الذي يتردّد عند الكثير من المحللين والسياسيين من عدة دول هل العنف هو الذي يصلح الأخطاء؟ علمًا بأنه لا يوجد نظام حكم في العالم بدون أخطاء. لذلك على الدول العظمى أن تساعد هذا النظام على تخطي مشاكله وتحسين أدائه بالحوار ووسائل السلام الممكنة.
– ولنأخذ بعين الإعتبار مواقف ورؤية رجل السلام والمحبة، قداسة الحبر الأعظم البابا فرنسيس، الذي دعى مرارًا وتكرارًا اللجوء إلى طريق التفاوض والحوار لحل المشاكل والخلافات السياسية الصعبة.
– وأخيرًا، هل فكرتم أيها السادة الكرام، أنه قبل اللجوء إلى الضربة العسكرية كم ستكون الخسائر البشرية وكم سيكون الخراب والدمار وكم ستتكاثر الهجرة من سورية؟ وهل أخذتم بعين الإعتبار كل هذه النتائج الوخيمة ؟ فالندم بعد فوات الأوان لا يفيد أحدًا.
– فالرجاء التريث مليا قبل الإقدام على عمل لا يمكن تصور نتائجه الكاريثة. فالإنسان الحكيم يجب ألاّ يخطئ في حساباته، فيصبح أمثولة للفشل والسخرية من الآخرين.
فالرجاء أخذ القرار الحكيم قبل فوات الآوان ولكم منا التوفيق.
تحريرًا في 31/8/2013
نرسيس بدروس التاسع عشر
كاثوليكوس بطريرك كيليكيا للأرمن الكاثوليك