مزيد من الصلاة من أجل وحدة المسيحيين

كاثوليكوس الكنيسة الأرثوذكسية السريانية-الملانكرية يزور البابا

Share this Entry

“ثقافة التّلاقي” هي دعوة البابا فرنسيس للمسيحيين كسبيل لوحدتهم، تدعمها شدّة في الصّلاة، إذ يعتبر أنّنا “لوحدنا، غير قادرين على تحقيق ذلك ما لم نحصل على نعمة الرّوح القدس وحرارته الّتي تذيب الثلج عن قلوبنا وتقودنا نحو أخوّة أكبر وأشمل”.

في هذا الإطار استقبل البابا فرنسيس الكاثوليكوس موران باسيليوس مارتوما بولس الثاني، كاثوليكوس المشرق وميتروبوليت الكنيسة الأرثوذكسية السّريانية-الملانكرية، يوم الخامس من أيلول سبتمبر في الفاتيكان.

عبّر البابا في كلمته عن فرحه بلقاء الكاثوليكوس والوفد المرافق، وحيّى كنيسة الهند المؤسّسة على الشّهادة، حتّى الإستشهاد، على خطى القديس توما. فالأخوّة الرسولية التي جمعت التلاميذ الأوائل لا تزال حتى اليوم تقود كنائسنا رغم كل الإنقسامات الحزينة التي أصابتها عبر التاريخ، والتي نسعى اليوم لتخطّيها تماشيا مع وصية الرّب ورغبته (يو 17:21).

واستعاد البابا مشهد القديس توما وهو يصرخ “ربي وإلهي!” (يو 28:2)، في أجمل اعتراف ايماني نقلته الأناجيل، اعتراف بإلوهية المسيح، وملكه على حيواتنا، وانتصاره على الخطيئة والموت بالقيامة. إعتراف اقترن ببرهان محسوس حين دعا المسيح توما ليلمس بيديه آثار جراح الصلب في جسده القائم. هذا الإيمان تحديدا هو الذي يجمعنا، ويحثّنا على المزيد من الإلتزام المسكوني والحوار مع الجماعة بأسرها. وحمّل البابا الوفد تحيّاته القلبية إلى الإكليروس وجماعة المؤمنين في الكنيسة السريانية-الملانكرية.

وذكّر البابا بالزيارة التي قام بها الكاثوليكوس موران باسيليوس مارتوما متّى لسلفه البابا الطوباوي يوحنا بولس الثاني منذ ثلاثين عاما في حزيران يونيو 1983، والتي من خلالها قام الإثنان بتجديد الإعتراف بالإيمان المشترك بيسوع المسيح، والذي يجمع الكنيستين. واستتبع تلك الزيارة لقاء للإثنين في كاتدرائية مار الياس في كوتايام في شباط فبراير 1986، خلال الزيارة الحبرية إلى الهند. وقد عبّر البابا يوحنا بولس الثاني حينها عن الحاجة الملحّة لإيجاد الحلول للمشاكل الرعويّة، وللتقدّم سويّا في مسيرة المحبة الأخوية بين الكنائس والحوار اللاهوتي، إذ أنّها الطّريق الوحيد لتحقيق المصالحة المسيحية في العالم. وأكّد أيضا على استعداد الكنيسة الكاثوليكية الكامل للإنخراط في هذه المؤسّسة بحسب الإلتزام الذي أعلنته في المجمع الفاتيكاني الثاني.

واستطرد فرنسيس شارحا كيف أنّ هذه اللقاءات الثنائية مهّدت لإعلان يوم العنصرة في العام 1990. وأنّ العمل مستمرّ وقد أثمر حتّى اليوم نتائج مهمّة على صعيد الإستخدام المشترك لدور العبادة والمدافن، ومشاركة الموارد الروحية والليتورجية، واستنباط أشكال جديدة للتّعاون لمواجهة التحدّيات الإجتماعية والدينية المتنامية.

ولفت البابا فرنسيس إلى أهمية النظر إلى التقارب الحاصل في السنوات الثلاثين الأخيرة، لتنمو لدينا الثقة بتخطّى الأحكام المسبقة والمواقف المنغلقة التي تؤدّي بدورها إلى المزيد من الإنشقاق، ولننتقل من “ثقافة المواجهة” إلى “ثقافة التلاقي”، بما يخدم التفاهم المتبادل والعمل على الوحدة. وشدّد البابا على أننا غير قادرين على تحقيق ذلك بمفردنا، بل إنّ صلاتنا الحارة للروح القدس تذيب الجليد في ما بيننا وتسدّد خطانا نحو أخوّة أكبر وأشمل. بالصلاة والإلتزام، ننسج روابط الصداقة والتعاون على مختلف الصّعد، بين الإكليروس، والمؤمنين، وسائر الكنائس المنبثقة عن إيمان القديس توما.

وختم متوجّها إلى الكاثوليكوس “لنمش يا قداستكم هذا الدّرب، ونتطلّع بثقة إلى اليوم الّذي نتوحّد فيه، بعون الله، على مذبح المسيح، في ملء الذبيحة الإفخارستية. لنصّل بعضنا لبعض، ونطلب رعاية القديسين بطرس وتوما لهذه الرعية التي أوكلت إلينا، ولترافقنا شفاعة جميع الذين سبقونا في خدمة الإنجيل، في مسيرتنا هذه مع كنائسنا”.

Share this Entry

Beatrice Tohme

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير