الفوكولاري والحوار بين الأديان : ندوة في الاردن

روبرتو كاتالانو ، نقله الى العربية : منير بيوك

Share this Entry

يقدم المعهد الملكي للدراسات الدينية، الذي تأسس في عمان عام 1994 تحت رعاية سمو الأمير الحسن بن طلال، إسهاما ذا مستوى أكاديمي للقضاء على التوترات بين الأديان والثقافات بهدف تعزيز السلام. ولدى التعمق في التربة الجغرافية والسياسية والثقافية التي نشأ فيها وخطورة المشكلة الحالية، فإن التركيز الرئيسي للمعهد هو دراسة العلاقة بين الإسلام والمسيحية.

ويشارك أيضا المعهد بما يطلق عليه ‘الترويج لمشروع رسالة عمان’، وهي خطاب الشيخ عز الدين الخطيب التميمي، قاضي قضاة المملكة الأردنية الهاشمية، 9 نوفمبر 2004: إعلانا لالتزام العالم الاردني المسلم  بالحوار.

كان هذا هو السياق الذي فيه دعا الأستاذ الدكتور عامر الحافي، المدير المساعد ورئيس لجنة البحوث في المعهد الملكي للدراسات الدينية، رئيسة الفوكولاري، ماريا فوشي، خاصة في هذه الأيام في الأردن، للتشاور مع مجموعة من ممثلي المؤسسات المؤهلين بشرح المساهمة التي  تقدمها الفوكولاري في موضوع الحوار بين الأديان، مع إيلاء اهتمام خاص للعلاقات مع الإسلام.

عقد الاجتماع في منتدى الفكر العربي في عمان،  بحضور حوالي سبعين ضيفا. افتتح الدكتور كامل ابو جابر ، وزير الخارجية الأسبق، ومدير المعهد، الامسية بتقديم ماريا فوشي “كصديقة لبلدنا الاردن، الدولة التي تعمل وفقا لروح الاسلام الحقيقية ، التي هي روح السلام، وتمارس فيه الديانات شعائرها بكل حرية “.

وتركز حديث ماريا فوشي على تجربة الحوار التي ولدت بفضل شخصية كيارا لوبيك ، مؤسسة الفوكولاري الكاريزماتية ، مشيرة إلى أن الأردن هو “بلد عاش فيه المسلمون والمسيحيون جنبا إلى جنب منذ مئات السنين ، مقدمين شهادة رائعة من العيش المشترك الإيجابي . ” كما أعربت عن تقديرها “للعديد من المبادرات التي دعمها جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين لتعزيز هذا العيش المشترك ، بما في ذلك المبادرة التي تبنتها  الأمم المتحدة، لعقد الاسبوع السنوي المخصص للوئام بين اتباع الديانات ” .

وتتبعت  تطور مساهمة فوكولاري في الحوار مشيرة إلى الحب كمنهجية نموذجية تقوم على ما  عرفته كيارا لوبيك بأنه “فن الحب”، وأشارت فوشي إلى بعض التجارب الهامة في الحوار الاسلامي-المسيحي الذي لعبت فوكولاري فيه جزءا في العقود الاخيرة. وأشارت إلى العلاقة التي بدأت في أوروبا مع كثير من المسلمين الذين وصلوا الى تلك القارة بسبب تدفقات الهجرة، وتجربة تلمسين في الجزائر. وأحد أتباع الإمام محمد وريث الدين في الولايات المتحدة وغيرهم في سياق الشرق الأدنى.

وقالت:”في كثير من الأحيان يتطلب الحوار بين الأديان التغلب على سوء الفهم الماضي من أجل إعادة اكتشاف أننا إخوة وأخوات[…]. إن العمل معا على أساس الحب والرحمة يجلب العديد من الفوائد. فكثيرا ما نجد أن المسيحي صار مسيحيا أفضل، وأن المسلم صار مسلما افضل، وأن المجتمع، الذي هو ثمرة لهذا التعاون، تحسّن أيضا.”

وعقب الدكتور صادق  الفقيه، أمين عام منتدى الفكر العربي: “شكرا لهذا النقاش الذي يتم من القلب إلى القلب. لقد فقدنا الشجاعة، ولكن هذه الحركة – الفوكولاري – قد ولدت في وقت الحرب العالمية الثانية المحبطة. كذلك نقول : في اللحظات المأساوية يولد دائما أمل جديد.”

واشار الدكتور عامر الحافي الى أن “التضحية هي اسلوب محبة قادرة على جمع الناس معا، كما ان وجودك معنا اليوم جعلنا نشعر بأن المسيح ما زال حيا  ويرسل علاماته في الناس التي تحب.”

بدوره، قال الدكتور عزمي شاهين: “إن ما شهدناه هذا المساء  كان  شيئا حقيقيا، وملموسا، وحيا. إن التغيير يبدأ من الذات. والنقطة الهامة هي كيف لنا أن نتحول الى بناة حقيقين للسلام والى مبشرين من خلال حياتنا وليس فقط بكلامنا.”

وجاءت تعليقات أيضا بشأن الإسلام في الاوقات الراهنة ، وبوجهة نظره الناقدة للغرب ، بطريقة غير ايجابية. وناقشت ماريا فوشي هذه التعليقات أيضا في ختام الامسية، شاكرة الجميع على تحليلهم الصادق الذي عبر عن المشاكل والألم: “أنا غربية وجئت من الغرب، ولو كان باستطاعتي أن أفعل شيئا لإزالة الظلم الذي وقع من الغرب نحو هذا الجزء من العالم ، لفعلت ذلك بكل إخلاص.

Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير