رسالة البطريرك الأنبا إبراهيم اسحق ليوم الرسالة العالمي 2013

“كيف يؤمنون بالمسيح وما سمعوا به؟ بل كيف يسمعون به وما بشرهم احدُ؟” (رو 10: 14)

Share this Entry

يتزامن الاحتفال بيوم الرسالة العالميّ هذا العام مع ختام سنة الإيمان. هذه السنة كانت مناسبة كبيرة لتوطيد العلاقة بالمسيح الرب، “لأن فيه وحده نجد الثقة للنظر نحو المستقبل وضمانة حب حقيقي وثابت” (باب الإيمان، عدد 15). هذا التزامن ليس صدفةٌ، فالإيمان مرتبط ارتباطًا عميقًا بالرسالة. كيف؟

          الرسالة، التي هي إعلان كلمة الله، كلمة الخلاص وملكوته، هي طريق الرب كي يمنح نعمة الإيمان. هكذا يؤكد القديس بولس في قوله: “كيف يؤمنون بالمسيح وما سمعوا به؟ بل كيف يسمعون به وما بشرهم احدٌ؟”(رو 10: 14). فالإيمان يأتي من السماع والسماع من التبشير بيسوع المسيح الرب،  تبشير المرسلين (راجع رو 10: 17).

         الرسالة هي أيضًا وسيلة الرب، مع الأسرار المقدسة، لتقوية الإيمان. نعم تقوية الإيمان ليس فقط فيمن يسمع، لكن فيمن يُعلن البشارة أيضًا. فإعلانه للبشارة، يُحي في ذاته من جديد شعلة الحب الأول كي يتبع الرب فيردد مع إرميا النبيّ من جديد وكل يوم “استغويتني يارب فتركت نفسي استغوى” (ار 20 : 7)..

         وهنا من قلبي أود أن أذكر بل وأشكر وأبارك كل المرسلين والمرسلات، الكهنة والرهبان والراهبات والمؤمنين العلمانيين الذين يقبلون دعوة الرب لهم ويتركون أرضهم لخدمة الإنجيل في أراضٍ وثقافاتٍ مختلفة. وأيضًا المرسلين في أراضيهم وبلادهم، كل مَنْ يحمل رسالة خلاص لشخص، وكل الذين يعملون في حقل الرب.

         أحبائي أن نكون رسلاً ليست صفة إضافية، ولا هي ميزة للبعض، إنما هي نعمةٌ وطبيعةٌ نحصل عليها بسر المعمودية نفسه. نحيا هذا العماد كلٌ منّا حسب دعوته المختلفة وحالته: علمانيٌ، مكرسٌ، كاهنٌ، ولكن في العمق نحيا هذا الكيان، وهو أن نكون رسلاً. في حياتنا اليومية، في عملنا، في مجتمعنا. وهنا نفهم كلمات المسيح:”يروا أعمالكم الصالحة فيمجدوا أباكم الذي في السموات”. فالرسالة ليست فقط بالكلمات بل أساسًا من خلال الأعمال وشهادة الحياة.

         في ذات الوقت أود أن أؤكد وبنفس كلمات قداسة البابا في رسالته بمناسبة يوم الرسالة: “كما وأحث المرسلين والمرسلات، لاسيما الكهنة والمؤمنين العلمانيين ليعيشوا بفرح خدمتهم الثمينة هذه في الكنائس التي يُرسلون إليها ويحملوا فرحهم وخبرتهم إلى الكنائس التي ينتمون إليها”. بالرغم من الصعوبات والتحديات التي قد تقابلكم في كثير من الأوقات، لكن المسيح القائم يؤكد لكم: “تشجعوا، أنا غلبت العالم” (يو 16: 33).

إننى أدعوكم جميعا إلى أن نشارك بالصلاة من أجل نشر رحمة الله ومحبته في كل العالم، مكرسين ذواتنا من أجل خدمة الآخرين، ولا سيما المتألمين والمحتاجين. كما أدعوكم إلى العطاء السخي الذي يساعد الرسالة والكنائس المحتاجة.

ولترافقنا أمنا العذراء مريم، أم الفادي ونجمة الكرازة والرجاء، وليبارك الرب كل مبادرة وكل عطاء لخدمة الرسالة والبشارة.

            مع صلواتي وبركتي الرسولية.

+ الأنبا إبراهيم اسحق
بطريرك الإسكندرية للأقباط الكاثوليك
ورئيس هيئة البطاركة والأساقفة الكاثوليك بمصر

Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير