وجه الحبر الأعظم لضيوفه كلمة استهلها مرحبا بهم في الفاتيكان خاصا بالذكر رئيس مجمع الأساقفة الكاردينال مارك أوليه، ورئيس مجمع الكنائس الشرقية الكاردينال ليوناردو ساندري. ولفت البابا إلى أن الرب يدعو الأسقف ليرعى شعبه، ولا بد أن تصل هذه الرسالة إلى حد بذل الذات، كما فعل السيد المسيح، الراعي الصالح. وتابع قائلا إن رعاية قطيع المؤمنين تتطلب ثلاث صفات: استقبال الخراف، السير معها والمكوث معها.
ثم توقف الحبر الأعظم عند كلٍ من هذه الصفات الثلاث وشدد على أهمية أن يكون قلب الأسقف منفتحا على المؤمنين ليستقبلهم بحرارة، وأن يبقى بابه مفتوحا على الدوام أمام كل شخص يطرقه! هذا ثم أشار البابا إلى أن الأسقف مدعو أيضا إلى السير مع قطيع المؤمنين ووسط هذا القطيع. وهذا الأمر يتطلب الإصغاء، التفهم، المساعدة والتوجيه في إطار عيش المحبة، لأن خدمة الأسقف هي خدمة المحبة، كما كان يقول القديس أغسطينس.
أما الصفة الثالثة والأخيرة فتتمثل بالمكوث مع القطيع وهذا يتطلب من الأسقف الثبات في أبرشيته والابتعاد عن البحث عن الترقية! وذلك على الرغم من سهولة التنقل في عالمنا المعاصر، عالم الإنترنت. والأمر لا يقتصر فقط على النواحي التنظيمية ـ تابع البابا قائلا ـ إذ إن الأسقف هو “زوج” الأبرشية وبالتالي لا بد أن يمكث في أبرشيته ووسط شعبه. ولا بد من الحيلولة دون أن يتحول الأسقف إلى “أسقف المطارات”، لا بد من تفادي هذه الفضيحة!
وتوجه الحبر الأعظم إلى أخوته في الأسقفية قائلا لهم: كونوا أساقفة مضيافين! سيروا مع شعبكم برأفة ووداعة ورحمة وتواضع. انظروا إلى حدودكم ولا بد أن تتحلوا أيضا بشيء من حسّ الفكاهة! ابقوا مع قطيع المؤمنين!
ثم ختم البابا كلمته إلى المشاركين في المؤتمر حول الأساقفة الجدد داعيا أخوته ـ لدى عودتهم إلى أبرشياتهم ـ إلى إيصال تحياته لجميع الكهنة والرجال والنساء المكرسين والإكليريكيين وجميع المؤمنين العلمانيين ومن هم بأمس الحاجة إلى قرب الرب منهم. وقال إن حضور أسقفين سوريين بين الضيوف يدفعني مرة جديدة على طلب هبة السلام من الله القدير. السلام لسورية والشرق الأوسط والعالم كله! تذكروا أن تصلوا أيضا من أجلي، كما أصلي أنا أيضا من أجلكم! ثم منح الأساقفة وجماعاتهم بركاته الرسولية.