البطريرك طوال: “المسيحيون يواجهون تيارا معاكسا”

“نقول لإسرائيل، إن كنت تريدين دولتين، أوجدي الحيز المناسب لها”

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

“إننا نواجه تيارا معاكسا. هذا جهد وعناء مستمران مما يوجب البحث عن الحقيقة.” هذه هي أقوال المونسنيور فؤاد طوال، البطريرك اللاتيني في القدس الذي شارك في يومي 3 و4 أيلول باجتماع رؤساء ممثلي  الكنائس الشرقية في الأردن. المبحث: الأصولية الدينية واضطهاد المسيحيين، والصراع الإسرائيلي الفلسطيني الذي لم يجابه قط بشكل حقيقي. ورياح الحرب على سوريا، ومخاطر الأوضاع ما بعد المعركة الأكثر تفجرا.

“إن الحاجة الرئيسية الملحة تكمن في تصحيح الخطب الدينية لعدد كبير من الأئمة الذين يدعون من على منابر الجوامع إلى العنف ضد من هو غير مسلم. ومن بعد ذلك يجب إجراء تعديل على دستور بعض الدول التي لا تعترف بحقوق متساوية للمسيحيين أسوة ببقية المواطنين”.

وفي غضون ذلك، إن الشرق الأوسط يعاني من تضاءل وجود المسيحيين الذين يستمرون في الهجرة.

نحن المسحيين، مدلعين بعض الشيء، فلدى بروز بوادر الخطر، نجد أنفسنا على أهبة الاستعداد لحزم الحقائب حيث نعلم بأننا سنجد ترحابا في البلاد الغربية. وثمة حقيقة تشجعنا – وهي أن مسحيين آخرين نجحوا اقتصاديا في بلاد المهجر. لكنني أكرر، إن كانت أرض الشرق الأوسط عزيزة على قلوبنا، يجب أن تكون كذلك في الأوقات اليسيرة كما في الأوقات العسيرة.

كيف ترى، من القدس، الصراع الداخلي ما بين المسلمين الذي يمزق اوصال الشرق الأوسط؟

إنه ألم شديد. إننا قلقون جدا للتهديد الأمريكي في الإغارة على سوريا بالمتفجرات. إن الأساقفة السوريين يؤكدون بأن اضطهاد الثوار للمسيحيين هو أمر واقع. لكن بالنسبة لي هنالك ألم يضاف إلى ذلك. إن مركز الاهتمام أخذ منحى آخر. أحد لا يتكلم بعد عن الاحتلال الإسرائيلي، وعن جدار الفصل، وعن غياب الحريات للوصول إلى الأماكن المقدسة. ولا يعني ذلك أن طرأ تحسن على أوضاعنا. وبكلمة بسيطة، رغم أنها أوضاع غير اعتيادية، أهملت.

في الأشهر الأخيرة، حاول وزير الخارجية الأمريكي إحياء مفاوضات السلام. لكن على أية أسس سيرتكز هذا الحوار والتفاهم المنتظر؟

مؤخرا، قابلت جلالة الملك عبدالله ، وكان متفائلا. إنه يعتقد إن لم يتمكنوا من التوصل إلى اتفاق في  عهد أوباما، لن يتمكنوا من ذلك قط. أود أن أشدد على أن الحوار ليس هدفا لذاته، لكنه سبيلا للإعلان عن الاتفاق.

إن حل الدولتين، الذي طالما سانده الكرسي الرسولي، يبدو وكأنه أصبح مستحيلا بسبب المستعمرات الإسرائيلية الجديدة. فالبعض يقترح استبدال ذلك بالدولة الواحدة. ما رأيك بذلك؟

أنا لا أقول بأن إمكانية الدولتين قد تلاشت. نقول لإسرائيل، إن كنت تريدين دولتين، أوجدي الحيز المناسب لها. وإن لم يكن كذلك، فلنقم دولة واحدة، ديمقراطية. ومن المؤكد، هنالك احتمال بأن يغدو الرئيس فلسطينيا بعد بضع سنوات. لكن يعتريني شعور بأن الحكومة الإسرائيلية تفضل التعامل مع النزاع من أن تجد حلا له.

هل يمكن للأوضاع في سوريا أن تفجر هذا “التعامل” الإسرائيلي؟

إن الإسرائيليين يخافون الأسد، لكنهم يخافون من سيخلفه بشكل أكبر. أنا متأكد من ذلك.

وما هي السيناريوهات التي تتصورونها لسوريا؟

إنه وهم أن نعتقد بأن البرنامج الأمريكي لضربات مستهدفة من شأنها أن تعمل بمثابة عملية جراحية. إن الحرب ستوفر المزيد من القوة لقوات الجهاديين والسلفيين المرتزقة. أؤكد لكم قولي “لا للحرب”، ولكن “نعم” للحل السياسي. في البلاد العربية، ما يطيح بحكومة ما، في العادة ليسوا الثوار، بل الجيش. سقط للآن، 100000 قتيل، دون الأخذ بعين الاعتبار الآلاف من اللاجئين، من أجل استبدال زعيم لا يزال يتمتع بصحة جيدة. إن القدس تستمر في أن تكون دائما صلب الموضوع وجوهر التاريخ. القدس التي أعرف هي اليوم القدس التي تجمع كل المؤمنين في العالم وفي الوقت نفسه تفرقهم. إنها مدينة تناقضات. لكن السلام، سيراه من سيخلفني. أما أنا فلا.

ماريالاورا كونتي، مارتينو دييز عن مركز الأواسيس (Oasis)

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير