ولد بيوليخ في استريا في 13 أيار 1920، درس في جامعة غريغوريانا الحبرية في روما، سيم كاهناً في 11 نيسان 1943 متخذاً “ليأتي ملكوتك! ولتكن مشيئتك!” شعاراً له. أفنى ذاته في خضمّ معارك الحرب العالمية الثانية في خدمة كل من كان بحاجة إلى عناية ما، معتبراً أنه ككاهن كاثوليكيّ لا يسعه التمييز بين ثوار وعسكر بل عليه ان يكون السامريّ الصالح في المواساة والعناية وخدمة الأسرار لكل من اتاه طالباً، بغضّ النظر عن أصله أو فصله.
لذلك كان معرّضاً لشتى أنواع التهديد والوعيد، أمّا هو، ومن خلال كتاباته، فضّل الموت ممجداً الخالق ساعياً لخلاص نفسه والمؤمنين، رافضاً اللجوء إلى إيطاليا، معتبراً انه هناك ما يكفي من الكهنة في إيطاليا على عكس منطقته.
كانت فترة عصيبة جدًّا، فمن الأساقفة من فرّ، ومنهم من عانى التهديد والوعيد فضلأً عن رئيس أساقفة زغابريا الذي ألقي في السجن. وفي شهر آب من العام 1947 رافق الأب ميروزلاو بيوليخ مبعوث الكرسي الرسولي المونسينيور جاكوب أوكمار للاحتفال بسرّ التثبيت في بوزية والرعايا المجاورة.
وفي 23 آب من السنة عينها، اجتاح الشيوعيون الكنيسة لمنع الإحتفال بسرّ التثبيت. وقف الأب ميروزلاو بيوليخ أمام بيت القربان المقدس مشكلاً بذلك درعاً بشريّاً له لحمايته. فأهاب بمن استباح حرمة بيت الله قائلاً: “لن يستطيع أحدكم الدخول الا عابراً فوق جثتي الهامدة”.
وبحسب الدكتور أوكمار في تقريره الرسمي للكوريا الأسقفية في تريستي عام 1947، فقد تمت تصفية الأب ميروزلاو بيوليخ بالطعن بسكين، وترك على باب منزله وذلك في ساعة متأخرة من الليل بعد انتهائه من الإحتفال بسرّ التثبيت.
وبحسب شهود عيان سمع الأب ميروزلاو بيوليخ، وهو يلفظ انفاسه الأخيرة، يناجي الربّ قائلاً: “يا يسوع، اقبل نفسي!”.
اختتم الكاردينال أنجيلو أماتو، عميد المجمع الحبري لشؤون القديسين، الإحتفال في باولا مؤكداً ما يلي: “يشكل تطويب كاهننا وشهيدنا دعوة لكل منا إلى التمسك بالإيمان.” محذراً: “لا يعيدنّ احد خطأ قايين، بل علينا العيش بسلام بالتآخي والمحبة، عاملين بكلمة يسوع: “وصيتي لكم ان تحبوا بعضكم بعضاً””.
***
نقلته إلى العربية بتصرّف ماري يعقوب – وكالة زينيت العالمية.